‫الرئيسية‬ مقالات معلم المستقبل : خصائصه، مهاراته، كفاياته
مقالات - 2020-09-19

معلم المستقبل : خصائصه، مهاراته، كفاياته

بحث  لاجتياز دبلومة الإرشاد التربوي(بدرجة ممتاز)  التي نظمها كل من

النادي الدولي للتطوير والتدريب  و المركز الأكاديمي العربي   للتدريب وجمعية الإتحاد الشبابي المستقل

د.إبراهيم حسين الموسى

يعتبر المعلم ركيزة أساسية من ركائز العملية التربوية، بل هو عصب العملية التربوية وحجر الزاوية فيها ومحورها الأساسي والعنصر الفاعل في أية عملية تربوية، وإن أي إصلاح أو تطوير أو تجديد في العملية التربوية، يجب أن يبدأ بالمعلم، إذ لا تربية جيدة بدون معلم جيد. غير أن المعلم في عصر المعلومات لم يعد يشكل المصدر الوحيد للمعرفة، إذ تعددت مصادر المعرفة وطرق الحصول عليها، وأضحى دور المعلم وسيطاً ومسهلاً بين التلاميذ ومصادر المعرفة وأصبح موجهاً ومرشداً للطلبة أكثر منه ملقناً لهم ومصدراً وحيداً للمعرفة.

وفي هذا السياق نجد من الضروري أن نشير إلى ما قاله خليل جبران خليل في المعلم: (المكتب الإقليمي للدول العربية، 2002 ) ” المعلم الذي يمشي في ظل المعبد بين مريديه لا يعطي من حكمته، بل من إيمانه ومحبته، فإن كان قد أوتي الحكمة حقاً، فإنه لا يدعك تلج باب حكمته، بل يقودك إلى عتبة فكرك أنت”.

على العموم تتفق آراء المربين وصانعي القرارات التربوية مع نتائج البحوث التربوية الحديثة على أن نجاح المؤسسة التربوية في عصر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات_ الذي يتسم بتضخم المعرفة وتنوع مصادرها وطرق اكتسابها ووسائط تعلمها – يتوقف بالدرجة الأولى على نجاحها في إحداث نقلة نوعية في إعداد المعلم وإعادة تأهيله كي يتعامل مع تكنولوجيا عصر المعلومات دون رهبة أو خوف أو توجس.

وعليه، أصبح من مهام المعلم الأساسية تدريب التلاميذ على طرق الحصول على المعرفة لا تلقينهم إياها وذلك بالاعتماد على جهدهم الذاتي، وبالاستعانة بمختلف الوسائل والتقنيات الضرورية لذلك. إذ إن المعلم الجيد هو الذي يعمل على تنمية قدرات التلاميذ ومهاراتهم عن طريق تنظيم العملية التعلمية التعليمية وضبط مسارها التفاعلي ومعرفة حاجات التلاميذ وقدراتهم واتجاهاتهم وطرائق تفكيرهم وتعلمهم، إذ إنه مرشدهم إلى مصادر المعرفة وطرق التعلم الذاتي، التي تمكنهم من متابعة تعلمهم وتجديد معارفهم باستمرار (عثمان، 2000).

علاوة عما سبق تتطلب تربية عصر المعلومات، التي تتسم بتضخم المعرفة وتنوع مصادرها وطرق اكتسابها ووسائط تعلمها، إعداداً خاصاً للمعلم، ينمي لديه نزعة التعلّم ذاتياً. إذ أصبح المعلم بحاجة إلى تنمية مهاراته وقدراته ومعارفه، بالإضافة إلى إلمامه إلماماً جيداً بالتقنيات الحديثة وبمناهج التفكير وبأسس نظرية المعرفة، وبمهارة إدارة الصف، لأنه فقد سلطة احتكار المعرفة، وتغيّر دوره من كونه مجرد ناقل للمعرفة إلى كونه مشاركاً وموجهاً يقدم لطلبته يد العون لإرشادهم إلى مصدر المعلومات، أي إن مهمة المعلم أصبحت مزيجاً من مهام المربي والقائد والمدير والناقد والمستشار (علي، 2001). لقد أصبح المعلم مصمماً للبرامج التربوية ومخططاً ومهتدياً للسلوك، وضابطاً لبيئة التعلم، ومتخصصاً في الوسائل التعليمية من حيث استخدامها وصيانتها، وعارفاً بمصادرها، وباحثاً مجدداً، ومقوماً للنتائج التعليمية، والأهم من كل ذلك تمكينه من التعامل مع معطيات التكنولوجيا المعاصرة وتسخيرها لخدمة العملية التربوية. ومن هنا كان لا بد أن يكون لمعلم مستقبل الذي نريد عارفاً لواجباته متمتعاً بالكفايات التعلمية اللازمة لعمله، وفق أسس تربوية حديثة، بحيث ينعكس أثر هذه المعرفة على الغرفة الصفية (وزارة التربية والتعليم، 2003).

وفي مطلع القرن الحادي والعشرين واجهت المجتمعات المعاصرة العديد من المشكلات ذات الصلة بالعولمة والمعلوماتية أدت إلى تغييرات سريعة ومتلاحقة في جميع مناحي الحياة، إذ دخل العالم في عصر جديد، عصر اتسم بالتغيّر السريع المتلاحق، وانفجار المعرفة نتيجة تقدم العلم وتطبيقاته، وبالعولمة والمعلوماتية وما نتج عنهما من إزالة الحواجز والمسافات، وأصبحت الحدود مفتوحة والمعلومة ومتاحة لكل من يمتلك المال والمقدرة الفنية والشبكات الحاسوبية. كل هذا وضع النظم التربوية أمام تحديات جسام، فإما اللحاق بهذه التطورات المتسارعة أو البقاء في حالة التخلف والجمود.

وفي هذا المقام يقول علي: ” إن الشبكات الحاسوبية وتكنولوجيا المعلومات تتيح فرصاً عدة لتأهيل المعلمين بما توفره من مناهج مبرمجة، ومراكز تدريب خائلية، ونظم لتأليف المناهج، علاوة على تبادل الخبرات مع أقرانهم داخلياً وخارجياً عبر حلقات النقاش والحوار الإلكتروني المباشر، وجماعات الاهتمام المشترك التي تزخر بها هذه الشبكات (علي، 2001).

مشكلة الدراسـة:

يشهد العالم في مطلع القرن الحادي والعشرين تطوراً مذهلاً في كافة مناحي الحياة وخاصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مما يستدعي أن تواكب المؤسسات التربوية هذا التطور وذلك بإعداد المعلمين وتأهيلهم مهنياً وتربوياً وعلمياً ومسلكياً، باعتبارهم عصب العملية التربوية وأداة نجاحها. وأن نوعية التعليم ومدى تحقيق الأهداف التربوية والارتقاء بمستوى أداء التلاميذ، رهن بمستوى أداء المعلم وبمقدار الفعالية والكفاءة التي يتصف بها في أداء رسالته، الأمر الذي جعل الدول على اختلاف فلسفاتها وأهدافها تولي الارتقاء بمستوى أداء المعلم جلّ اهتمامها وعنايتها. ومجمل القول فإن المعلم مطلوب منه القيام بأدوار متعددة، كإدارة الصف، وعرض المحتوى التعليمي لمادته بصورة جيدة، والبحث عن المعرفة، وتشخيص المشكلات ووضع الحلول المناسبة لها. ومع تنوع هذه الأدوار أصبحت مهمة المعلم صعبة وشائكة، مما استلزم تنميته باستمرار وتزويده بالمهارات والمعارف المتجددة، ولا يأتي ذلك إلا بالإعداد الجيد المستدام. وبناء على ما سبق، فإن مشكلة الدراسة الحالية تتمثل في معرفة خصائص معلم المستقبل ومهاراته وكفاياته والإجراءات اللازمة لتحسين نوعيته.

هدف الدراسة وأسئلتها:

تهدف هذه الدراسة التعرف على خصائص معلم المستقبل والمهارات والكفايات والإجراءات اللازمة لتحسين أدائه، ولتحقيق هذا الهدف طرحت الدراسة الأسئلة الثلاثة التالية:

  1. ما الخصائص الواجب توافرها في معلم المستقبل؟
  2. ما المهارات والكفايات التي يحتاجها معلم المستقبل؟
  3. ما الإجراءات اللازمة لتحسين نوعية معلم المستقبل؟

أهمية الدراسة:

تستمد هذه الدراسة أهميتها من الاعتبارات التالية:

  • إنها تتناول عنصراً رئيسياً من عناصر العملية التعلمية التعليمية وهو المعلم من حيث خصائصه ومهاراته وكفاياته.
  • إن هذا العصر الذي يشهد سلسلة من المتغيرات والتطورات المعرفية والعلمية والتكنولوجية حيث أملت هذه التطورات على المعلم واجبات ومسؤوليات ومهام جديدة جعلت عملية إعداد المعلم مستدامة لا تنتهي إلا بتقاعده من هذه الخدمة.
  • يأمل الباحث أن تسهم هذه الدراسة في إثراء الدراسات المتعلقة بمعلم المستقبل المتميز.

التعريفات الإجرائية: ورد في هذه الدراسة بعض المصطلحات وتالياً تعريف بها:

المعلم المتميز: هو المعلم الذي يتصف بجملة من السمات والخصائص الشخصية والمهارات السلوكية ( أبو عواد،2008).

الكفايات التعليمية: وتعرف الكفايات التعليمية بأنها أهداف سلوكية إجرائية محددة تحديداً دقيقاً يؤديها المعلم بدرجة عالية من الإتقان والمهارة ناتجة عن معارف وخبرات سابقة لأداء جوانب أدواره المختلفة- التربوية والتعليمية والإدارية والاجتماعية والإنسانية- المطلوبة منه لتحقيق جودة عالية لمخرجات العملية التعليمية (Bruwelheide,1992 ).

التنمية المهنية: هي عملية بنائية تشاركية مستمرة مخطط لها بصورة منظمة قابلة للتنفيذ من أجل الارتقاء بمستوى أداء المعلم من خلال إكسابه المهارات اللازمة وتزويده بالمعلومات وتنمية الاتجاهات الإيجابية لديه لتحسين مستوى التعلم والتعليم استجابة للمتغيرات وحاجات المجتمع ( وزارة التربية والتعليم، 2000).

المنهج الدراسي:

اعتمد الباحث في هذه الدراسة المنهج التاريخي المستند على الوصف والتحليل لبعض الدراسات السابقة وكذلك الاطلاع على الندوات والمؤتمرات والتقارير ذات الصلة بموضوع هذه الدراسة.

نتائج الدراسـة:

توصلت الدراسة إلى نتائج ذات أهمية تربوية، وسيتم عرضها مبوّبة حسب أسئلتها.

أولاً:- النتائج المتعلقة بالسؤال الأول: ما الخصائص الواجب توافرها في معلم المستقبل؟

للإجابة على هذا السؤال تمّ تحليل نتائج العديد من الدراسات والبحوث التربوية التي تناولت خصائص المعلم ودورها في نجاحه المهني والتربوي، ووجد أن العديد من الباحثين أشاروا إلى هذه الخصائص والمميزات التي ينبغي أن يتميز بها معلم المستقبل والتي يمكن تلخيصها بما يلي:

  1. الخصائص الجسمية(البدنية): صحة جيدة خالية من الأمراض والعاهات المزمنة والأمراض المعدية التي تقف عائقاً أمام المعلم لقيامه بأدواره وتؤثر سلباً على أدائه داخل غرفة الصف، وحواس قوية سليمة، وصوت حلو ومتلوّن، ومظهر لائق جذاب، ورشاقة وخفة أداء (الحراحشة والنوباني (2008)، وقمبر وآخرون(1997).
  2. الخصائص والقدرات العقلية: ضرورة امتلاكه قدرة عالية من التفكير العلمي الإبداعي الناقد، وحل المشكلات، والتحليل والتطبيق، بالإضافة لكونه ذكياً وسريع الفهم وواسع الأفق، وغزير المعارف (الحراحشة والنوباني (2008)، وقمبر وآخرون(1997).
  3. الخصائص الشخصية: قوة الشخصية، التحكم في سلوكه، الاتزان الانفعالي، الشجاعة الأدبية، التعاون مع الآخرين، امتلاكه لقيم العمل والنظام، الإيمان بالله وبالوطن وبالمهنة التي ينتمي إليها، بالإضافة إلى الهدوء والصبر والطموح والتفاؤل، والمرونة (الحراحشة والنوباني (2008)، وقمبر وآخرون(1997).
  4. الخصائص الأكاديمية والمهنية: التعمق في مجال تخصصه، الاطلاع الدائم على المستجدات، حضور المؤتمرات والندوات، متابعة الأحداث الجارية، جيد الإعداد والشرح في دروسه، متفهم لتلاميذه (الحراحشة والنوباني (2008)، وقمبر وآخرون(1997).
  5. الخصائص الأخلاقية والإنسانية: أي امتلاكه لمهارات التواصل والعلاقات الجيدة مع الآخرين وحسن تفعيلها، وتمثل القيم والأخلاقيات الحميدة، والتمسك بثقافته وهويته الوطنية دون تعصب، والتمسك بأخلاقيات مهنة التعليم (الحراحشة والنوباني (2008).

6.ويتصل بذلك ما ذكره محمد عبد الله آل ناجي فيما يتصل بخصال الأستاذ الجامعي المرتبطة بدعم التحصيل الدراسي للطلاب، إذ أشار إلى عدد من الخصائص والمميزات التي ينبغي أن يتميز بها المعلم في مدرسة المستقبل والتي تتلخص بما يلي: (آل ناجي،2000).

  1. الفهم العميق للبنى والأطر المعرفية في الموضوع الذي يدرسه واستخداماتها وطرق الاستقصاء التي تم بها توليدها أو إنتاجها، والمعايير والقواعد التي تستخدم في الحكم عليها من حيث صحتها، وتاريخها ومن حيث كيفية تطورها.
  2. فهم جيد للتلاميذ الذين يدرسهم، من حيث خصائصهم التي تؤثر في تعلمهم ويشمل هذا الفهم معرفة دوافعهم وأساليبهم المتصلة بالتعلم.
  3. فهم للتعلم الجيد الفعّال، وفهم جيد للطرق والأساليب التي يمكن استخدامها لتحويل المحتوى الذي يراد تدريسه إلى صيغ وأشكال قابلة للتعلم. ويقصد بذلك معرفة الوسائل التعليمية من أمثلة وصور وتشبيهات ونماذج التي يمكن استخدامها لتوضيح المفاهيم والعلاقات بينها في المحتوى الذي يراد تدريسه.
  4. فهم أساليب وطرائق التقويم الملائمة لتشخيص فهم الطلبة واستعدادهم لتعلم موضوع ما ولقياس ما حققوه من تعلم فيه، والتركيز على حث الطلاب على الاستقلالية والمرونة في التفكير النقدي والتعلم الذاتي. إن أهمية معرفة المعلم للجوانب التربوية والنفسية في عملية التعليم والتعلم توازي في أهميتها معرفته بالمادة العلمية التي يدرسها.
  5. التفاعل مع الطلاب وإتاحة الفرصة للمناقشة، وإقامة علاقات ديمقراطية بين المعلمين والطلاب، والتحرر من الصورة الأبوية التقليدية للمعلم.

وختاماً نرى من الضروري في هذا السياق أن نشير إلى أن العديد من الدول العربية والأجنبية قد قدمت تصوراتها لخصائص معلم المستقبل ومميزاته، ونظراً لكثرة هذه الخصائص فإننا سنذكر منها فقط الخصائص والملامح التي وردت عند دولتين فأكثر من الدول التي تمتّ دراستها، والجدول رقم (1) يوضح هذه الخصائص التي وردت عند أكثر من دولة.

ثانيــاً:- النتائج المتعلقة بالسؤال الثاني: ما المهارات والكفايات التي يحتاجها معلم المستقبل؟

للإجابة على هذا السؤال تم استعراض الأدب التربوي المتعلق بالمهارات والكفايات التي يحتاج إليها معلم المستقبل المتميز، وقد أظهر هذا الاستعراض للأدب التربوي أن الأنظمة التربوية في جميع دول العالم أولت مسألة تكوين المعلم ونموّه المهني، أهمية كبيرة، وذلك لأن الأدوار الجديدة للمعلم في عصر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تستلزم تكويناً مهنياً جيداً للمعلم يمكنه من القيام بأدواره المرتقبة ويؤهله لمواجهة تحديات العصر وتأثيراتها المختلفة على التربية. ومن هذا المنطلق فقد احتلت مسألة التكوين المهني للمعلم كما يقول جبرائيل بشارة مكانة مركزية في كثير من الدراسات والبحوث والتقارير والتوصيات التي صدرت عن العديد من المؤتمرات والندوات واللقاءات الدولية والإقليمية والوطنية والتي بمجملها جاءت لتؤكد على المكانة المركزية التي يحتلها المعلم في النظام التربوي باعتباره عنصراً فاعلاً في أي إصلاح أو تطوير أو تجديد تربوي ( بشارة، 2000).

وفي السياق ذاته، فقد توصل لبرمان Libermanعام 1964 في كتابه ” التربية كمهنة ” إلى عدة معايير عدّها أساسية لمهنة التعليم وهي المعايير التالية: (عالية، 2000).

  1. الإعداد النظري والعملي الجيد.
  2. الاستقلالية والمسؤولية.
  3. الالتزام بالقواعد الأخلاقية لمهنة التعليم.
  4. السعي المستمر للنمو المهني والوصول إلى الحقيقة.
  5. خدمة المجتمع المحلي.
  6. خدمة الصالح العام والخدمة العامة والابتعاد عن النواحي المادية.

وعلى هذا النحو قدّم باكي وأفنار (1998) تصورات أو أنماطاً يمكن أن تكون إطاراً مرجعياً لتحديد الكفايات والمهارات والاتجاهات والسلوكات التي يجب توافرها لدى المعلم المتدرب، ويتعلق كل نمط/تصور بمظهر من مظاهر المعلم باعتباره مهني التعليم. والنماذج المقترحة هي التالية: (باكي وأفنار، 1998).

  1. معلم “مثقف” يتقن مجموعة من المعارف.
  2. معلم “تقني” يمتلك مهارات تقنية اكتسبها بشكل منظم.
  3. معلم “ممارس-حرفي” اكتسب على الطبيعة مخططات للعمل ترتبط بسياقات معينة.
  4. معلم “ممارس متأمل” بنى لنفسه “معرفة نابعة من التجربة” منظمة، قابلة للتوصيل، ومتفاوتة التنظير.
  5. معلم “عامل اجتماعي” مشارك في مشروعات جمعية، وواع بالرهانات (الأنتروبو-اجتماعية).
  6. معلم “شخص” في علاقة وفي حالة نماء ذاتي.

وبهذا المعنى فقد أوضح الصايدي وحطاب (2000) أن الكفايات والمهارات اللازمة لمعلم مدرسة المستقبل هي التالية:

  1. أن يكون إعداده في إطار جامعي.
  2. أن يتم اختياره وفقاً لمعايير موضوعية وآليات علمية.
  3. أن يتدرج وظيفياً وفقاً لنظام رتب متتابع.
  4. أن تتم ترقيته بحسب مؤهلاته التربوية وخبراته الوظيفية.
  5. أن يلتزم بأخلاقيات مهنة التعليم.
  6. أن ينتظم في برامج تدريب مستمرة أثناء الخدمة تضمن نموه المهني المتواصل.
  7. أن يكون معتزاً بانتمائه لمهنة التعليم.
  8. أن يتمتع بمكانة اجتماعية واقتصادية ومعنوية عالية.
  9. أن يشمل بنظام حوافز يضمن جذب العناصر الكفؤة لمهنة التعليم.

10.أن يكون قادراً على استخدام التقنيات الحديثة في عملية التعليم والتعلم.

11.أن يكون متابعاً لنتائج البحث العلمي في مجاله، وقادراً على استخدام منهجيته.

وفي إطار حديثنا عن الكفايات والمهارات اللازمة للمعلم المتميز تجدر الإشارة إلى أن نبيل جاد عزمي صنفّ العديد من الكفايات اللازمة للمعلم للقيام بأدواره المطلوبة، وفيما يلي بعضها (عزمي، 2006):

  1. الكفايات اللازمة للمعلم للقيام بدوره في تنسيق المعرفة.
  2. الكفايات اللازمة للمعلم للقيام بدوره في تنمية مهارات التفكير.
  3. الكفايات اللازمة للمعلم للقيام بدوره في توفير بيئة صفية معززة للتعلم.
  4. الكفايات اللازمة للمعلم للقيام بدوره في توظيف تقنية المعلومات في التعليم.
  5. الكفايات اللازمة للمعلم للقيام بدوره في تفريد التعليم.
  6. الكفايات اللازمة للمعلم للقيام بدوره في البحث العلمي.
  7. الكفايات اللازمة للمعلم للقيام بدوره في ربط المدرسة بالمجتمع المحلي.
  8. الكفايات اللازمة للمعلم للقيام بدوره في المحافظة على الموروث الثقافي والانتفاع بالمعرفة العالمية.
  9. الكفايات اللازمة للمعلم للقيام بدوره في التقييم.

10.الكفايات اللازمة للمعلم للقيام بدوره في تفعيل النشاط اللامنهجي.

11.الكفايات اللازمة للمعلم للقيام بدوره في ترسيخ حب الوطن والانتماء لدى الطلاب.

12.الكفايات اللازمة للمعلم للقيام بدوره في الدعوة إلى التسامح والسلام.

13.الكفايات اللازمة للمعلم للقيام بدوره في تعليم طلابه لغة الحوار.

14.الكفايات اللازمة للمعلم للقيام بدوره في الدعوة إلى العمل.

وفي نهاية هذا الاستعراض للأدب التربوي المتعلق بالكفايات والمهارات اللازمة لمعلم المستقبل المتميز لا بد من الإشارة إلى الكفايات التي أوردتها وزارة التربية والتعليم الأردنية كتصور مقترح لإعداد المعلمين قبل الخدمة وهي الكفايات التالية: ( وزارة التربية والتعليم،2003):

أولاً:- الكفايات المتعلقة بالمعرفة والفهم: أي يجب على المعلم أن يعرف الأمور التالية ويفهمها: فلسفة التربية والتعليم وأسسها ومرتكزاتها والنظام التربوي الأردني بشكل عام، ومعرفة أصول التخطيط للتدريس وآليات تنفيذه، وكيفية تطبيق نظريات التعلم والتعليم في المواقف التعليمية، والحاجات الاجتماعية والثقافية والصحية والنفسية للطلبة، والموضوع أو الموضوعات التي يدرسها، ومعرفة حقوقه وواجباته ومسؤولياته، والإلمام بكيفية تقييم المنهاج، والخبرة في مجال حقوق الطفل والفئات المهمشة في المجتمع، وبكيفية فلسفة التربية ونظمها في الدول الأخرى.

ثانياً:- الكفايات المتعلقة بغرفة الصف، وتعني أن يكون المعلم قادراً على: إثارة دافعية الطلبة للتعلم وتشجيعهم على العمل، والاتصال الفاعل مع الطلبة، وطرح الأسئلة بطريقة فاعلة والاستجابة لأسئلة الطلبة، واستخدام مصادر التعلم المختلفة مثل ( المكتبة والوسائل التعليمية والمختبرات….) بالطريقة التي تناسب الموقف التعليمي التعلمي، وتوظيف استراتيجيات التدريس المختلفة والمناسبة، ومراعاة الحاجات الفردية للطلبة وتلبيتها، والحفاظ على النظام داخل غرفة الصف، وتوظيف استراتيجيات تحسين السلوك الصفي للطلبة، وتوفير بيئة صفية مناسبة وآمنة، وتشخيص الصعوبات التي يواجهها الطلبة وإيجاد الحلول المناسبة لها، وتقييم أداء الطلبة والاعتماد على النتائج لإيجاد الطرق الكفيلة بتحسين نوعية التعلم والتعليم، وتقييم ذاته وتبرير سلوكه التدريسي.

ثالثاً:- الكفايات المتعلقة بالقيم والاتجاهات، أي يجب على المعلم أن يكون: محمساً للتعليم مهنة، ومشجعاً الطلبة على التعلم، وملتزماً بالعمل على رفع مستوى نظرتهم لأنفسهم ولغيرهم، ومتعاوناً مع الزملاء وأولياء الأمور والمختصين من المجتمع المحلي، ومقدراً للقيم الروحية والأخلاقية للطلبة والعمل على تنميتها، ومقدراً لقيم العدالة وتكافؤ الفرص والعمل على تنميتها وبخاصة فيما يتعلق بالعمر والإعاقة والجنس والعرق والدين، وملتزماً بالنمو المهني ليكون على دراية تامة بأحدث المستجدات في تخصصه والقدرة على الاستجابة للتطوير التربوي ومتطلباته، وملتزماً بالتعاون الإيجابي مع الزملاء في المدرسة ومع ذوي الخبرة في المدرسة وخارجها وبروح الفريق، ومتقبلاً للنقد البناء في مجال عمله، وقدوة حسنة في مظهره ومسلكه.

ثالثـــاً:- النتائج المتعلقة بالسؤال الثالث: ما الإجراءات للازمة لتحسين نوعية معلم المستقبل؟

وللإجابة على هذا السؤال فقد تمّ مسح الدراسات والبحوث ذات الصلة بهذا السؤال. وقد تبين أن العديد من الدراسات في كافة الدول تناولت موضوع الإجراءات اللازمة لتحسين نوعية المعلمين ونظراً لكثرتها فقد اخترنا منها ما قدمه كل من رسنك( Resnick,2007) وبوجوده (2007) في هذا الموضوع.

لقد طرح (رسنك) في كتابه ” المهارات الفنية اللازمة لمعلم القرن الحادي والعشرين” أفكاراً لتحسين نوعية المعلمين والطلاب، نذكر منها الفكرتين التاليتين لدورهما الرئيس في إصلاح التعليم (بوجوده، 2007):

  1. هناك حاجة إلى تمهين التعليم. وفقاً لبربولز ودنسمور (Burbuls & Densmore, 1991) تشمل الخصائص التي تميز المهن الاستقلالية المهنية، والتحكم بالتدريب، ومنح الشهادات المهنية، وإعطاء الإجازة للداخلين الجدد إلى المهنة، وسلطة ذاتية الحكم وذاتية الرقابة، والتزام بالخدمة العامة، وقاعدة معرفة نظرية ومتخصصة محددة بوضوح ومتطورة.
  2. ثمة حاجة إلى إنشاء معايير لإعداد مدرّسي المعلمين وتطبيقها. يتركز الاهتمام في العديد من البلدان على وضع معايير لإعداد معلمي ما قبل الجامعة وإهمال معايير إعداد مدرّسي المعلمين الذين يلعبون دوراً رئيسياً في تحسين نوعية المعلمين. وقد حددت المؤسسات المهنية أنّ مدرّسي المعلمين يجب (AETS, 1997 ):
  • أن تكون لديهم معرفة متميّزة ومهارات قوية في الموضوع الدراسي، وأن يكون لديهم خبرة في الاستقصاء/ البحث داخل تخصصهم.
  • أن يمتلكوا معرفة ومهارات عالية في التخصص التربوي وبخاصة في معرفة المحتوى التربوي لتخصصهم.
  • أن تكون لديهم خبرة موثقة في تطوير المنهج وتطبيقه وخبرة في االمواد التعليمية في بيئات المدارس المختلفة وفي استخدام تكنولوجيا المعلومات.
  • أن يمتلكوا خبرة تشمل العديد من طرق التقويم بما في ذلك التقييم “التقليدي” والبديل.
  • أن يمتلكوا معرفة وظيفية عميقة بالعلاقة بين نتائج التعلّم المحدد، والطرق التعليمية، وطرق التقييم والتقويم.

ويضيف صوما بوجوده إلى أن العديد من الباحثين قدموا عدة معايير مستمدة من أسس المعرفة المهنية اللازمة لكي يكون المعلمون قادرين على حل المشكلات، وقادرين على اتخاذ القرارات، ومن هذه المعايير ما يلي (بوجوده، 2007):

  1. 1. معرفة المحتوى: تضم معرفة المحتوى معرفة الحقائق والمفاهيم والمبادئ والنظريات في مادة معينة أو مجال معرفي معين، ومعرفة العلاقات القائمة بين هذه المكونات. وتضم أيضاً مبادئ الاستقصاء والقيم الملازمة للمادة أو المجال والأساليب التي تضاف فيها المعارف الجديدة وتحل الأفكار التي تنتج المعرفة في ذلك المجال محل الأفكار القاصرة. وأضاف أندرسون (Anderson, 1987 ) بعداً آخر إلى معرفة المحتوى، وتحديداً وظيفة فرع المعرفة بسبب حاجة المعلمين إلى ربط المعرفة المدرسية بالحياة اليومية.

2.المعرفة التربوية العامة: تضم المعرفة التربوية العامة معرفة نظريات التعلم والتعليم ومبادئهما، واستراتيجيات إدارة الصفوف الدراسية، والتنظيم الذي يتجاوز المادة الدراسية.

3.المعرفة المنهجية: تضم المعرفة المنهجية معرفة الموضوعات المختلفة التي تعلم في صف معين وسنة محددة ومعرفة ما تمّ تعليمه وما سيعلم في الموضوع نفسه في سنوات سابقة أو لاحقة.

4.معرفة المتعلمين: معرفة خصائص المتعلمين، ومعارفهم, ودوافعهم، وتطورهم ضرورية بسبب العلاقة بين هذه الخصائص وتصميم المنهج وتنفيذه.

5.معرفة الأطر التعليمية: تضم هذه معرفة محيط الصفوف الدراسية، وحاكمية المدارس وتمويلها، ومعرفة مجتمع المدرسة وثقافته، لكنّها لا تقتصر عليها.

6.معرفة المقاصد والأهداف والغايات التعليمية: تضم هذه الفئة معرفة الخلفيات الفلسفية والتاريخية للتعليم على العموم وتعليم العلوم تحديداً.

7.معرفة المحتوى التربوي: تحدد معرفة المحتوى التربوي بأنها مزج المحتوى والتربية في فهم كيفية تنظيم موضوعات أو مشكلات أو قضايا معينة، وتمثيلها وتكييفها مع الحاجات المتنوعة للمتعلمين وقدراتهم، وتقديمها للتعليم. ومعرفة المحتوى التربوي هي الفئة التي يرجح أن تميز المختص في مادة معينة عن التربوي (Shulman, 1987 ) لإعداد الطلاب للقرن الحادي والعشرين، على المعلمين استخدام معرفتهم المهنية لتخطيط البرامج القائمة على الاستقصاء، وتوجيه تعلم الطلاب وتسهيله، وتقويم تعليمهم وتعلم الطلاب، وتصميم وإدارة البيئات التعليمية التي تقدم للطلاب الوقت والمكان والمصادر اللازمة للتعلم وتطوير مجتمعات المتعلمين التي تعكس الصرامة الفكرية للاستقصاء والمواقف والقيم الاجتماعية الموصلة للتعلم، والمشاركة بفاعلية في التخطيط والتطوير المتواصلين لبرنامج المدرسة. كما أن على المعلمين استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بطريقة ذات معنى وإشراك طلابهم في نقاش قضايا تهمّ المجتمع.

الخـــلاصــة:

هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على معلم المستقبل من حيث خصائصه ومهاراته وكفاياته والإجراءات اللازمة لإعداده، وتبين أن معلم المستقبل له خصائصه ومهاراته وكفاياته التي تستوجب إحداث تغييرات جوهرية في إعداده وتكوينه ليتمكن من مواجهة التغيرات المتسارعة في إنتاج المعرفة، إضافة إلى مواكبته التقدم العلمي والتكنولوجي غير المسبوق في مجالي المعلومات والاتصالات. وكي تكون التغييرات المرتقبة في دور معلم المستقبل ذات جدوى وفاعلية، فإنه يترتب على الأنظمة التربوية في عصر المعلوماتية واقتصاد المعرفة أن تجري تغييراً في فلسفتها التربوية وسياساتها الإجرائية كي توفر للمعلم ظروفاً مناسبة للقيام بأدواره المرتقبة معلماً ومتعلماً وباحثاً ومشاركاً وموجهاً يقدم لطلبته يد العون لإرشادهم إلى مصادر المعرفة والمعلومات، وفرص التعلم المتعددة المتاحة عبر الإنترنت. إضافة إلى ما سبق، سيزيد تركيز المعلم المستقبلي على أساليب التعليم الحديثة أكثر من تركيزه على المعرفة بحد ذاتها. وعليه أصبحت مهمة المعلم مزيجاً من مهام المربي والقائد والباحث والناقد والمستشار الناصح.

وخلاصة القول، لقد أملت التحولات والتغيرات العالمية على معلم المستقبل أن ينمي لدى تلامذته المهارات الذهنية كالاستنتاج والاستنباط والاستقراء والتحليل والتركيب علاوة على مهارات التواصل وتشجيع طلبته على روح المبادرة والتفكير النقدي المبدع والعمل الجماعي والتعلم الذاتي والحوار وقبول الآخر والمساهمة في بناء المجتمع أكثر من تركيزه على المعلومات وحفظها واسترجاعها.

المـــراجــــع

أولاً- المراجع العربية:

  1. أبو عواد، فريال محمد (2008) “خصائص المعلم المتميز من وجهة نظر معلمي المدارس الأساسية في منطقة جنوب عمان التابعة لوكالة الغوث الدولية”، التربية العملية: رؤى مستقبلية، الجزء الأول، ط1، مكتبة المجتمع العربي للنشر والتوزيع، عمان: الأردن.
  2. آل ناجي، محمد بن عبد الله(2000). “الإدارة المدرسية الفاعلة لمدرسة المستقبل في القرن الحادي والعشرين”، ندوة المعالم الأساسية للمؤسسة المدرسية في القرن الحادي والعشرين، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، إدارة برامج التربية، الدوحة : 7-10/5/2000م.
  3. باكي،ل وأفنار/ م.س (1998). تكوين معلمين مهنيين: الاستراتيجيات والكفايات، ترجمة نور الدين ساسي، منشورات المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، المركز العربي للتعريب والترجمة والتأليف والنشر، دمشق-سورية.
  4. بشارة، جبرائيل (2000). “المعلم في مدرسة المستقبل”، ندوة المعالم الأساسية للمؤسسة المدرسية في القرن الحادي والعشرين، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، إدارة برامج التربية، الدوحة: 7-10/5/2000م.
  5. بوجوده، صوما (2007). “تحديات التعليم وإعداد هيئة التدريس في الدول العربية وتأهيلها”، دراسات وأبحاث المنتدى العربي الرابع للتربية والتعليم: التعليم واحتياجات سوق العمل، ط1، عمان- الأردن.

‫شاهد أيضًا‬

الماندلا ضمن فاعليات دبلوم إعداد المرشد التربوي

متابعة شعيب زكريا بجو حماسي وتنافسي رائع انطلقت مسابقة رسم الماندلا ضمن فاعليات دبلوم إعدا…