بقلم : أحمد امام

عندما خرجت الأمور عن السيطرة بالفيوم

في محافظة «الفيوم» البلد الساحرة بجمالها خرجت الأمور عن نطاق السيطرة فلا مواطني هذه المحافظة يعرفون ماذا يريدون ولا قيادي المحافظة قادرين على إرضائهم.

الشك والريبة قتل الجميع فلا المواطن العادي في المحافظة يثق بالمسؤولين ولا المسؤولون على مستوى المسؤولية سواء كان المنتخب منهم أم المعين.

الهدف الوحيد الذي اتفق عليه أهالي المحافظة الأذكياء هو تدمير محافظتهم وتخريبها لأنه لا عمل لديهم يقومون به سوى هذا العمل، والأنانية هي الصفة السائدة بين أهالي المحافظة.

لأن لسان حال كل واحد منهم يقول «أنا ومن بعدي الطوفان».

جميع المحافظات المجاورة تقدمت وازدهرت إلا محافظة«الفيوم».

وبالرغم من هذا فمواطنوها يفخرون بالسلعة الوحيدة المتوافرة لديهم وهي «الحرية»، والمقصود بها حرية السب والشتم والتعرض لأعراضالآخرين وتشويه سمعتهم، حتى لم يعد واضحاً إن كان هناك شريف في هذه المحافظة أم لا.

لماذا يصر الإنسان على تخريب بيته، ولماذا لا يعمل لمستقبل أفضل له ولأبنائه، ولماذا لا يتعلم من تجارب الآخرين بل يصر على خوض التجربة التي قد تؤدي إلى تدميره؟

على كل حال فإن الوعي السياسي في المحافظة المذكورة قد أصابه الشلل، وبدأ الصحفيين  يقتاتون من وحي خيالهم بأفكار لا تمت للواقع بصلة وهم يراهنون على تحسن الأوضاع السياسية استناداً إلى وهم مفاده أنهم أهل خبرة وأنهم مُلمين بالحياة السياسية وأن الطلب العالمي على أسمائهم سوف يستمر مع أن المحافظات الأخرى بها أباطرة تُنتج السلعة نفسها ولكن بطرق مفهومة وهدف واضح.

والبعض الآخر بدأ يتهكم بالسباب والشتائم بعضهم البعض ولا أحد يتطرق للنظر للمواضيع بحلول مفيدة  خاصةً وأن محافظة «الفيوم» تقع في وسط بيئة مضطربة غير مستقرة قد تتسبب في تهديد استقرار هذه المحافظة.

على أي حال فإن على مواطني هذه المحافظة إعادة التفكير بوضعهم، ومع أننا لا نختص أحداً منهم باللوم دون الآخر إلا أننا نذكرهم بأن الثروة التي بين أيديهم أمانة سوف يسألهم عنها الله تعالى، وأن الاستقرار نعمة لن تستمر إلى الأبد، وأن الإحساس بالمسؤولية وأداء الأمانة هي الصفة التي ستمكنهم من التقدم إلى الأمام وليس فتح الأفواه والبلع المستمر دون حساب ودون عمل.

وفي واقع الحال فإن الخاسر الأكبر في المحافظة هم المواطنون العاديون حيث ان الكثير من المسؤولين المنتخبين والمعينين معاً يتعاملون مع محافظتهم على أنها زائلة وليست باقية خاصة وأنهم يمتلكون بدائل خارج محافظتهم فالرشوة والعمولات غير القانونية والتكسب غير المشروع مكن بعضهم من شراء العقارات والفلل خارج المحافظة، بالإضافة إلى الأرصدة التي أودعوها في الخارج في حساباتهم تحسباً ليوم الفرارمن المحافظة.

المشكلة تتمثل في غياب الحكمة عن مواطني المحافظة كافة مسؤولين ومحكومين، حيث ان الجميع يلعب بنار سوف تأتي على الأخضرواليابس وتحرق الجميع دون تمييز، والسؤال هل سيكون هناك في حينها من يطفئ النار أم يكون الاطفائي قد انضم إلى الآخرين خارج المحافظة؟

‫شاهد أيضًا‬

تعاون مُشترَك بين “كونسبت ميديا” و “وايت هورس”

أحمد نبيل أعلن الإعلامي حمدي الإمام رئيس مجلس إدارة شركة وايت هورس علي صفحاته الرسمية علي …