بقلم .. صفاء دعبس

 

 

“علينا أن نعلم أنه لا شيء يتم في كون الله مصادفة ، بل كل شيء بقدر” مقولة من مقولات أمام الدعاة فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي حبيب الملايين من مصر والعالم العربي ، هو أشهرمن فسر معاني القرآن الكريم في العصر الحديث، بطريقة مبسطة في شرح معانى القرآن الكريم وذلك جعله يصل إلى قلوب ملايين المسلمين ليس فى مصر فقط بل في جميع أنحاء .

 

سنوات منذ رحيله و حتى الآن مازال الشيخ محمد متولي الشعراوي علامة من علامات الدين لإخلاصه في القول وأسلوبه «الوسطى» البسيط الذي ساعد على وصوله الي جميع فئات المجتمع، ومهما تحدثنا عنه لا نجد كلام يكفيه حقه فهو كان معروف عنه أنه لا يخشى أحد ولا يجامل، ورأينا هذا في مواقفه مع الرؤوساء الذين عاصرهم فكان له دور في حياة كل شخص منهم.

 

 وفي ذكري وفاته ال 23 نرصد مواقف أمام الدعاة مع رؤساء مصر .جمال عبدالناصر

 

وعرف الشيخ الشعراوي باهتمامه بالسياسة، لذلك نجد أن هناك علاقات ربطته بالرؤساء والزعماء.

 

 الرئيس الراحل جمال عبدالناصر

 

وكانت علاقته بالرئيس عبدالناصر في اختلاف ، بسبب تدريس الطب والهندسة في جامعة الأزهر، لأنه كان يري أن الأزهر أنشئ فقط من أجل دراسة العلوم الدينية.

 

 هذا كان الخلاف الأول بينهما، و بعد مرور سنوات من وفاة عبدالناصر، 

تفأجئت الصحافة باتصال من مساعدى الشيخ الشعراوى ليلحقوا به إلى قبر جمال عبدالناصر، إذ ذكر حينها، أنه رأى في المنام، رؤية تقول: «قد أتاني عبدالناصر في المنام ومعه صبي صغير وفتاة صغيرة، والصبي ممسكًا بمسطرة هندسية كبيرة والبنت تمسك سماعة طبيب، ويقول لي (ألم يكن لدي حق أيها الشيخ؟) فقلت له (بلي يا عبدالناصر أصبت أنت وأخطأت أنا)».

 

وبعد نكسة يونيو 1967، حدث خلاف آخر بين جمال عبدالناصر والشعراوى، عندما كان يبكي المصريين على الهزيمة، سجد الشعراوى شكرا لله على الهزيمة، و برّر ذلك، قائلاً، حسبْ برنامج «من الألف للياء»: «فرحت لأننا لم ننتصر فكيف ننتصر ونحن في أحضان الشيوعية».

 

قائلا: أن هذه الهزيمة حدثت بسبب الأخطاء التي ارتكبها جمال عبدالناصر، فكان لابد من تصحيحها وكانت الهزيمة هي الثمن.

 

الرئيس محمد أنور السادات

 

كانت علاقتة قوية بالرئيس الراحل أنور السادات، خاصةً بعدما عينهُ السادات وزيرًا للأوقاف، لكن تشوّهت علاقة السادات والشعراوي بعد ذلك عندما طلبت جيهان السادات من الشيخ الشعراوي أن يحضر مؤتمرًا لسيدات الروتاري في رمضان، لكنه اشترط أن ترتدى السيدات الحجاب، لكن عندما وصل إلى المقر، وجد السيدات دون حجاب، فيما ارتدى جميعهنْ ملابس قصيرة، فغضب الشعراوي وليس هذا الموقف الاول لسبب الخلاف فدعا السادات جميع الوزراء إلى حفلة، وكان من ضمنهم الشعراوي، كوزير للأوقاف، فغضب الشعراوى عندما تفاجئ بالراقصة نجوى فؤاد، فأدار ظهره للمسرح، لاحظ السادات ذلك، فأرسل لهُ مندوبًا يطالبه بالعودة إلى مقعده، فرفض الشعراوي طلب السادات وغادر.

 

ورغم كل ماحدث بين الشعراوي والسادات، إلا أن السادات كان يقدّر الأول كثيرًا، وعندما طلب منه الإسرائيليين وقف برنامجه التلفيزيونى، لأنه كان يخصص حلقات كاملة عن تفسير آيات الجهاد في القرآن الكريم، رفض ذلك بشدة.

 

محمد حسنى مبارك:

 

كانت أيضا علاقتة قوية بالرئيس الراحل مبارك، وكان له موقفا أكد ذلك، عندما نجا مبارك من حادث الاغتيال في أديس بابا 1995، فقال الشعراوي : «يا سيادة الرئيس إني أقف على عتبة دنياي، مستقبلا آخرتي ومنتظرا قضاء الله فلن أختم حياتي بنفاق ولن أبرز عنتريتي».

 

وأضاف: «إذا كنتَ قدرَنا فليوفقك الله، وإذا كنا قدرك فليعنك الله علينا».

 

 

 

ولد الشيخ محمد متولي الشعراوي في 15 إبريل عام 1911، بقرية دقادوس مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، وحفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره، ثم ألحقه والده بالأزهر، وأظهر نبوغاً منذ الصغر في حفظه للشعر والمأثور وزاد اهتمامه بالشعر والأدب، وحظي بمكانة خاصة بين زملائه في الثانوية الأزهرية، فاختاروه رئيسًا لاتحاد الطلبة، ورئيسًا لجمعية الأدباء بالزقازيق.

 

التحق الشيخ الشعراوي بكلية اللغة العربية عام 1937م، وتخرج فيها عام 1941، ثمليعين فى المعهد الديني بطنطا، ثم المعهد الديني بالزقازيق، وبعد ذلك عمل في المعهد الديني بالإسكندرية، ثم أعير للعمل أستاذاً للشريعة في جامعة أم القرى في السعودية، وفى جامعة الملك عبد العزيز في مكة، حتى منعه عبد الناصر في عام 1963 من العودة إلى السعودية مرة أخرى بسبب خلاف بين عبد الناصر والملك سعود.

 

عين مديراً للدعوة الإسلامية بوزارة الأوقاف عام 1961، وفي العام التالي عين مفتشاً لعلوم اللغة العربية بالأزهر الشريف، وفي 15 إبريل 1976، منح وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، ثم عين وزيرا للأوقاف في حكومة ممدوح سالم، كما اختير عضواً بمجلس الشورى، وفي عام 1983 منح وسام الجمهورية من الدرجة الأولى، واختير عضواً في مجمع اللغة العربية عام 1987، وفي عام 1988 منح وسام في يوم الدعاة.

 

توفى إمام الدعاة الشيخ محمد متولى الشعراوى، في مثل هذا اليوم 17 يونيو عام 1998 عن عمر يناهز87 عاما، تاركا إرثا من الحلقات التليفزيونية من خواطره حول آيات القرآن الكريم، وعدد من المؤلفات مثل:” خواطر الشعراوى، المنتخب في تفسير القرآن الكريم، خواطر قرآنية، معجزة القرآن، من فيض القرآن، المرأة في القرآن الكريم”.

 

وختاماً.. رحمه الله أمام الدعاة والرئيس ناصر والرئيس السادات والرئيس مبارك

‫شاهد أيضًا‬

بوسى صبرى ممثلة ٠٠ احلامى فى التمثيل ليس لها حدود

كتب ..مصطفي حجازي صرحت النجمة الجديدة بوسى صبرى أنها تمتلك طموح كبير فى مهنة التمثيل ومنذ …