هاقد حَلّ اللَّيْل بِذَات الذِّكْرَى ، بمأساتي الَّتِي تُتلى ، عَلَى مشارف الْوَجَع سأحضّر ضِماد الْقَلْب لَعَلَّه يَبْرَأ .
سأغلق نَافِذَةٌ التَّمَنِّي ، فالحسره سَلَبَت كُلُّ امْرِئٍ ، فَقَدْ نَفَذَ صَبْرِي ، فَمَا عَاد لِلْوَفَاء مَعْنَى .
السَّاعَة تَكْتَك بِمَوْعِد الْأَحِبَّة ، وَذَاك الْوَثَائِق بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى . .
أَتَذْكُر آخِرِ الْحَدِيثِ بَيْنَنَا أَنْ لَا نخون الدَّقَائِق بِلَا وُجُوهَنَا الْحُلْوَة ، قُلْت لِي أَعْرِفُك أَكْثَرَ مِنْ نَفْسِك ، مَا تاكلين ؟ مَا تشربين ؟ قهوتك المُثلى ! ورودك ، عِطْرِك ! ياسْمِين خَدَّك ، وَرَعْشَة يَدَيْك ، و اِرْتِبَاكٌ نبضك ، هدوئك وَمَا يُغْضِبُك وَمَا يفرحك ، فَأَنَا الْقَرِين لَك ، تؤامك رُوحَك الْأُخْرَى
قُلْت لِي انتي مَنِيٌّ وَإِنْ اخْتَلَفَتْ أضلعي . .
انتي كُلي ، وَإِن تَجَزَّأ بَعْضِي . .
أنتي لِي ، إذَا الرِّيح بعثرتني . . .
سأنفي الْوُجُود بِحَضْرَتِك ، وَإِسْحَق الصِّعَاب لِأَجْلِك ، وَأَهْوَن لَك طَرِيقَك ، سأفرش الْوَرْد بدربك ، ساسقيك مِنْ رُوحِي أَن عطشتي . .
واطعمك مِنْ فُتَاتِ حنيني . .
وأُدفؤك مِنْ نَارٍ وَجَدِّي . . .
وأضمك كسياج بضلعي . .
أَيْنَ أَنْتَ الْآن بِرَبِّك ؟ كَانَ كَلَامُ تَطَايَر مَع الدُّخَان ، كُلُّه أَوْهَام ، كَلَامٌ فِي كَلَامِ ، فَلَا صَدَقْت الْوَعْدِ وَلَا أتتمت الْوُدّ ، مَا تَرَكَتْ لِي أَلَا الْكَدّ ، تَرَكْتَنِي عَلَى الْحَدِّ ، اُسْتُهْلِكَت طَاقَتَي ، أُهْلِكَت الْأَحْلَام ، خيبت الْآمَال ، لِهَذَا الخَنْجَر طَعَنَه بَعْد وِئَام . .
فَكَان غَدْرِك مِسْكُ الْخِتَامِ . وَتَحِيَّة السَّلَام ، وَأَنَا الَّذِي وَهَبَك الْأَمْن وَالْأَمَان ، كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ أَشْعَل فَتِيل الْخِصَام ، اخْتَلَفَت الْأَعْذَار لهجر دَام ، عَام واعوام ، سَل الطَّيْرِ فِي سَمَاءَه و اليمام ، ادليت أَصَابِع الاتِّهَام ، فَكُلَّمَا وَخَزّ الْحُنَيْن جُرْح اللَّيْل أَطْلَق السِّهَام . أَيْنَ أَنْتَ الْآن اتَّخَذَت قَلْبًا لَيْس قَلْبِي ، وموطنأ لَيْس موطني ، الْغَدْر قاسٍ ياليتك لَمْ تَكُنْ يَوْمًا رَفِيقِي ، وَلَا طُرِحَت عَلَيْك السَّلَامُ ، الْخِيَانَةُ إنْ نَتَّفِق سَوِيًّا حَيَاة بَيْنَنَا ، أَوْ مَوْتِ زُؤام . . . فاجدك أَوَّل الغادرين بِي بِلَا رَحْمَةٌ وَلَا شَفَقَة وَلَا عَتْبَ يُلام . . .
خَطَّان متوازيان لَا يَلْتَقِيَانِ . .

بقلم / منتهى عطيات

‫شاهد أيضًا‬

أيمن بكري يكتب أُسس التوافق و الخلاف الأسري

بقلم / أيمن بكري  تمعنت كثيراً في الحقب الزمنية المختلفة مقارناً بين سلوكيات العامة في الع…