يبحث الأشخاص في الحياة عن شيئان ألاّ وهما الصحة والسعادة وهما الشيئان الوحيدان اللذان لا يُعوضا بالمال مهما كان قدره فالصحة عندما تتدهور لا تُعوض بالمال فالمال يمكنه أن يشتري أي شئ إلا الصحة لأن الصحة مثل لوح الزجاج الشفاف عندما يقوم احداً بإلقاء طوبة عليه يمكن أن يُشعَر أو أن ينكسر وذلك يتوقف علي قوة إلقاء الطوبة وحجمها فقوة الإلقاء والأصطدام والسرعة يمكنهما أن يكسرا اللوح أو أن يكتفوا بشعره فقط ولكن حجم الطوبة يسبب حجم الكسر كم سيكون فإذا كانت الطوبة كبيرة يمكنها ان تقسم اللوح بالمنتصف أو أن تسبب فتحة صغيرة فيه كذلك الصحة والسعادة يتوقفان علي عدة أشياء سنتحدث عنها في ذلك المقال كما يلي :-

” ليست الإجابة التي تنير الدرب بل السؤال “
إيوجين أيونيسكو

والسؤال هنا

ما هي أسباب فقدان الإنسان لسعادته ؟

أولاً:

الأمراض المزمنة / أولاً وقبل أي شئ توجد علاقة طردية بين الصحة والسعادة فكلما تدهورت الصحة ينخفض معها معدل السعادة في الحياة وذلك لأن السعادة تتوقف علي أشياء عديدة في الحياة أول تلك الأشياء هو الصحة فعندما يُصاب الإنسان بمرض مزمن بسيط كسكر الدم أو ضغط الدم فيحزن الشخص ولكن ليس كما يُصاب بمرض الكانسر أو الزئبة الحمراء أو من عصرنا هذا مرض خطير كفيروس كورونا الذي تسبب في موت الملايين من الأشخاص وكل شخص حسب مناعته فالأشخاص الذين كانت مناعتهم ضعيفة جداً كان يمكنه يقتلهم في خلال ساعات من اليوم أو لن يحزن الشخص مُصاب بمرضي السكر والضغط لن يحزن كشخص حدث له حادث معين في الحياة سبب له عجز دائم كقطع الساق أو الذراع فكل شخص له شئ معين في الحياة يُحزنه .

ثانياً :

الخوف / يُعتبر الخوف من أكبر العوامل التي تسبب عدم الإحساس بالرضا وبالتالي عدم السعادة فالخوف من شئ غامض في المستقبل عندما يسيطر علي الإنسان يفقده أشياء عديدة من أول أو أخر تلك الأشياء أياً كان في البداية أو النهاية هو عدم الرضا عن الواقع وعدم السعادة مما يصيب الإنسان بالإكتئاب أو الخوف من شئ آخر كالأمراض المنتشرة فخوف الإنسان من أن يُصاب بتلك الأمراض يجعله يفقد صوابه ويفقد سعادته ويمكن أن يُصاب الإنسان بالجنون الذي يقود الإنسان إلي مصير مجهول لا نعلم عنه أي شئ أو الخوف علي ابنائنا من المستقبل ومحاولاتنا في تأمين مستقبلهم فهذا كفيل بأن يُفقد الإنسان سعادته وحياته أيضاً وذلك لأن الإنسان سوف يعمل بجدية تامة مما يمكن أن يُصيبه بجلطة دماغية تسبب له الوفاة في الحال .

ثالثاً :

المال / من أكثر الأشياء شيوعاً في إفساد سعادة الإنسان هو المال وذلك من جوانب كثيرة كعدم القدرة علي مسايرة الحياة العصرية من مصاريف أساسية ومصاريف فرعية في حياة الإنسان فالمال يُعتبر مسبب لفقدان السعادة عند أغلب الأشخاص فالمال ليس فقط يمكنه أن يُقفد الإنسان سعادته فقط ولكن يمكنه أن يفقده حريته أيضاً فالأشخاص الذين يقترضون بعض الأموال مقابل أوراق قانونية كالكمبيالة لفعل شئ معين بتلك الأموال كعملية جراحية فهو في أقصي أحتياجه لتلك الأموال ولكن تحدث أمور تجعله لا يستطيع تسديد تلك الأموال مما يجعله يدخل السجن وهنا يفقد الإنسان حريته حتي وإن كان لفترة قصيرة ففقدان الحرية حتي ليوم واحد صعب جداً ويُفقد الإنسان سعادته ويمكن أن يُفقدها له إلي الأبد حسب ما قام به مَن أمتلك حرية الشخص من أمور تجعله يفقد سعادته دائماً أم فترة محددة فقط .

رابعاً :

البيئة المحيطة / تُعتبر البيئة المحيطة بالإنسان من المتحكمات الرئيسية في التحكم بسعادة الإنسان ومن الأمثلة علي البيئة المحيطة مكان إقامة الإنسان فالشخص الذي يسكن في المدن يختلف معدل سعادته عن ذاك الذي يسكن في القري فالمدن بها أماكن ترفيهية كثيرة يمكن أن ترفع من معدل سعادة الإنسان ويختلف ذلك المعدل من مكان إلي آخر كما ذكرنا مثال المدن والقري ويوجد مثال آخر العيش في الجبال فهو يقلل من معدل السعادة عند الشخص كما يصيبه بالإحباط والتوتر وذلك لعوامل الحياة التي يعيش فيها ؛ فالشخص الذي يعيش في الجبال يعيش وسط مجموعة كبيرة من الحيوانات المفترسة لذلك يمتلك كل شخص يعيش في الجبال أسلحة نارية وخشب قابل للحريق لحماية نفسه من خطر تلك الحيوانات ويختلف معدل السعادة من شخص يعيش في شقة صغيرة من ذاك الذي يعيش في فيلا كبيرة ومن الأشياء الأخري التي تجعل معدل السعادة مختلف من شخص لآخر هو الظواهر الطبيعية فالشخص الذي يعيش في منطقة دائماً ما يحدث بها زلازل أو براكين فمن المؤكد أن معدل سعادته أقل بكثير من أولئك الذين يعيشون في مناطق آمنة أو أولئك الذين يعيشون في مناطق جفاف كأفرقيا أو مناطق فيضانات فأولئك الناس يكون معدل السعادة عن كل منهم أقل من الذين يعيشيون في مناطق آمنة .

خامساً :

ظروف الحياة / تتحكم ظروف الحياة في سعادة الإنسان وذلك بعلاقة طردية فمن الأشياء التي تُفقد الإنسان سعادته الظروف الحياتية الصعبة المحيطة به من جوع وفقر وأنتشار الأمراض فتلك الأشياء تصيب الإنسان بالفزع والخوف والتوتر وبطبيعة الأمر سيفقد الإنسان سعادته وفقدان أشخاص مقربون لنا في حياتنا يجعلنا نفقد سعادتنا ؛ ولكن هناك فقدان سعادة لحظي أو جزئي وهو يستمر للحظات ويمكن لساعات أيضاً ولكن لا يمكنه أن يمتد لأيام فذلك قد يكون بسبب ضغوط الحياة اليومية مثل المواصلات أو الطرق الصعبة أو الأزدحام غير الطبيعي للطرق أو الحوادث التي نراها يومياً قد تؤثر علي سعادتنا ولو للحظات أو دقائق ويمكن أن تمتد إلي ساعات ويمكننا أن نقول أن ظروف الحياة هي المتحكم الرئيسي في سعادتنا اليومية .

سادساً :

الحروب / الحروب تؤثر علي الإنسان ليس علي الجانب النفسي فقط ولكنها علي الجانب العضوي أيضاً ففي وقت الحرب يفقد الشخص سعادته وسلامه الداخلي وذلك من جهة الجانب النفسي ولكن من جهة الجانب العضوي فالإفراط في السهر وعدم الراحة يمكن أن يؤدي إلي أمراض كثيرة أو أن يؤدي إلي جلطة دماغية مما يؤدي إلي الوفاة في الحال فالحرب تكون صعبة ليس علي الجنود فقط ولكن علي شعوب الدول المحاربة جميعاً فالأم تخاف علي أبنها الذي لا تعلم عنه أي شئ في الحرب لا تعلم إن كان حياً أم ميتاً أم أسيراً هل يشعر بالبرد أم الحر ….. إلخ والأب يخاف علي أبنه وعلي أن يُهزم الجيش الوطني في الحرب ويأخذونهم أَسرة ويلحق بهم العار والرئيس يخاف من أن يُهزم الجيش ويذهب أسيراً للعدو والوزير ….. إلخ وهذا يفقد الشعب جميعه السلام والسعادة وتعم الفوضي في البلاد مما يؤدي إلي السرقة والقتل والنهب …… إلخ ؛ كما تكون هناك خسائر اقتصادية بسبب تلك الحروب .

سابعاً :

الحرمان من شئ تمناه الإنسان من الله ولم يتم تحقيقه / هنا يفقد الشخص عدة اشياء مثل رجاءه في الله وأمله في الحياة وسلامه الداخلي وسعادته وقدرته علي التركيز والإنتاج والكثير من الأشياء الهامة في الحياة مثل عدم ممارسة العادات التي يقوم بها الشخص يومياً مثل الرياضة أو ممارسة هواية معينة .

أضرار فقدان السعادة
• الإكتئاب .
• الإدمان .
• الإنتحار .
• القتل .
• السرقة .

ولكن يكمن السؤال الهام بالنسبة لكل شخص ألاّ وهو

ما هو علاج عدم الرضا والسعادة ؟

وللإجابة علي ذلك السؤال يجب علينا معرفة أشياء هامة يمكن أن نكون لم نركز بها أو لا نعرفها من الأساس وهي :-

ليس كل من يبتسم أو يضحك سعيد فكل شخص يريد أن يشعر الآخرين وكأنه أسعد شخص علي كوكب الأرض فيمكن أن يكون وراء الضحك حزن شديد .

لا تقارن نفسك بالآخرين وثق في نفسك حيث أنه إن لم تثق أنت بذاتك فمن ذا الذي سيثق بك فلا تنتظر في تلك اللحظة أن يثق بك أحد .

يجب أن تقتنع بأن الحياة للشجعان وليس الجبناء وكما يوجد سعادة في حياتنا لابد من وجود الحزن أيضاً .

لا تنظر إلى الجانب السئ فقط في الحياة ولكن أنظر إلي الحياة من زاوية أخري فالشخص الذي يقع بالتجارب يصبح أكثر خبرة وأكثر فهماً للحياة .

بقلم / ويصا بولس نصحي

‫شاهد أيضًا‬

أيمن بكري يكتب أُسس التوافق و الخلاف الأسري

بقلم / أيمن بكري  تمعنت كثيراً في الحقب الزمنية المختلفة مقارناً بين سلوكيات العامة في الع…