كتب..أحمد الكومي

الإحتفال بعيد الأم يوم ٢٠٢٠/٣/٢١ يعد تكريماً للأمهات عن التعب والسهر في تربية أبنائهن وتتويجا لعطائهن المثمر والبناء في المجتمع.

فقد كان أول إحتفال بعيد الأم في الشرق الأوسط بدولة مصر (أم الدنيا) وذلك في 21 مارس عام 1956،عندما قامت إحدى الأمهات بزيارة الصحفي الراحل مصطفى أمين في مكتبه في صحيفة أخبار اليوم المصرية وقصت عليه قصتها منذ أن أصبحت أرملة وأولادها صغار ولم تتزوج، وكرست حياتها من أجلهم حتى تخرجوا في الجامعة وتزوجوا واستقلوا بحياتهم وانصرفوا عنها تماما، فكتب مصطفى أمين وعلي أمين “فكرة” يقترحان تخصيص يوم للأم يكون بمثابة يوم لرد الجميل وتذكير بفضلها.

ولم يغفل الإسلام عن تكريم الأم،حيث قال الله في كتابه العزيز: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ }(سورة لقمان).والإسلام أشاع مفردات الخير والرّحمة والمحبّة، والحثّ على جعل الأم أساساً في بناء المجتمع الإسلاميّ.

وقد جعل الله سبحانه وتعالي درجة شكر الأم إلى جانب شكره في قوله تعالي: (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)

ويحكى عن رجلٍ كان يطوف وهو يحمل أمّه العاجزة، فرأى النبيّ(صلي الله عليه وسلم) فسأله: هل أدّيت حقّها، فأجابه النبيّ(صلي الله عليه وسلم): «لا، ولا بزفرة واحدة»، أي بوجعة واحدة من أوجاعها الّتي تغشاها حين الوضع.

والشرائع السماوية السمحه كرمت الأم وظهر ذلك في مواضع كثيرة بالإنجيل حيث جاء ذكر الأم قبل الأب، كما شدَّد على حب واحترام الأبناء لأمهاتهم، وكان مولد المسيح سما بمقام الأمومة إلى أرفع مكان وجعله قبلة الأنظار، وما وصلت إليه المرأة في المسيحية يرجع إلى المكانة السامية التي يضعها فيها الكتاب المقدس.

فالأمّ تعطي دون أن تكِلّ أو تَملّ، وتحمل وترضع وتسهر وتتعب وتصون وتحمي وتؤسس وتعلم دون أن تبحث عن أجر أو شهرة ودون أن تكلّف بذلك، لأنّ هذا هو جزء من فطرة أودعها الله فيها وهي تعمل بها.

وأتوجّه إلى كلّ الأمّهات بالشّكر والتّقدير لكلّ ما أعطين، فكلّ ما وصلت إليه مصرنا الغالية من إيمان وعزّة أو حريّة، فإنّ لأمّهاتنا دوراً فيه،وأدعواالله أن يطيل عمر كل أم وأمي الحبيبة.

وهنيئاً لنا بأمّهات يغرسن الخير والألفة والمحبّة في القلوب، وهنيئاً لأمّهات يحرصن على بناء الجسد والعقل والرّوح ويساندوا أولادهم في الحق ويردوهم عن الظلم والباطل،وهنيئاً لكلّ إبن يخشع أمام أمه ويحرص على تقبيل يديها ولا يتردد عن تقبيل قدميها.

 

وأختتم بتلك الآيات التي كانت تقرأها لي أمي(برغم عدم إتمام تعليمها) عندما كنت بالصف الرابع الإبتدائي {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً.}(سورة الإسراء).

 

‫شاهد أيضًا‬

بوسى صبرى ممثلة ٠٠ احلامى فى التمثيل ليس لها حدود

كتب ..مصطفي حجازي صرحت النجمة الجديدة بوسى صبرى أنها تمتلك طموح كبير فى مهنة التمثيل ومنذ …