كتبت إيمان أبورية
حينما تتبعثر الأوراق وتتبدل الحقائق وتُباع الضمائر وتمرض القلوب وتتغير النفوس، وتضيع الأمانة ويحلو طعم الخيانة، ويستباح لحوم بنى البشر، ويستساغ دماء بنى الإنسان، ويتلذذ كل منهم بتألم الأخر من بنى جنسه.
وتعلو ضحكات الكبار من ذوي المناصب والثروات والسلطات، والسياسيين والقادة الدوليين كلما تعالت صرخات الصغار وفاضت أنهار دموعهم من الرضع والشيوخ والنساء والأبرياء.
حينما يكون الكذب حرفة يُكتسب بها الشهد وينعّم صاحبها رغد العيش، ويكون الصدق جريمة يعذب صاحبها خلف القضبان يعيش الموت مُلتقطاً أنفاس الحرمان.
وحينما تأنّ القلوب فى صمت، وتبكى العيون بلا دموع، وتصرخ الأفواه وهى مغلقة، وتموت النفوس ألف مرة والروحُ لم تغادر الجسد مثقال ذرة.
حينما نركض خلف المظاهر والجواهر والشهوات واللذات، والمال والجمال، وتعلو موجات السلطات، ونكبر بكبر الألقاب وتعددها، وتفتح لنا الدنيا كل الأبواب على مصرعيها.
حينما نتاجر بإسم الدين، وندّعى حسن الخلق، ونلبس قناع الورع ورداء الذهد وعمة التقوى؛ لِنُدرَج فى قائمة الطيبين والصديقين؛فهذا يتصدق بالملايين ليتصدر الحلقة الأولى.
وهذا يعد أمواله فى البنوك وهذا يحسب أسهمه قى البورصة، وهذا يفكر كيف يصنع ما يفتك به مئات الدول فى لحظة واحدة.
وهذه شغلها الشاغل كيف تكيد كيدا بزوجها وتُلقى ببيتها على شفا الدمار،وهذا مدرسٌ يتاجر بمستقبل الأجيال ويتغزل فى طالباته وكأنهنّ جواريه يصطفى منهنّ ما شاء وقتما شاء بطريقته ولم لا وهذه لعبته.
وهذا إعلامي يستغل مقعده ليثرثر بالساعات عبر الشاشات بلا ساتر ويتلفظ ما يخدش به الحياء غير عابئ بحرمة البيوت يدسّ السم فى العسل تحت قناع الترفيه والضحك والمُزاح.
وهؤلاء شبابٌ هم صفوة الأمةوزهرتها، وقد تم إستقطابهم إلا من رحم ربى فى مناحى شتى وقد تاه كل منهم فى مفترق الطرق، ولم لا وهم صغار مثل الدّمى بين يدي الكبار يحركونهم وقتما شاءوا كلٌ حسب رغبته ومصلحته الشخصيةهذا مخدرات وهذا سلاح وهذا أثار وهذا إحتيال وهذا إغتيال وهكذا بنا الحال.
وأولئك الأطفال ملائكة الله على أرضه وكل أحلامهم أن نبتسم بوجوهِهم فيذوقون معنى الحياه، وأنّى ذلك لهم وقد كتب الكبار عليهم الدمار ومآل الإنتحارفلا تجد دولة، مدينة، قرية، شارع، حارة إلا وبه أولئك الأطفال مابين مشرّد ومنكسر وذليل مابين ظمئان وجوعان وعريان، هؤلاء فقط هم من يتجرعون نار الحروب، ويكتوون ليهيبها كل يوم لا بل كل طرفة عين، هؤلاء فقط اللقمة الطرية للذئاب البشرية.
وأنتى أيتها المرأة يا مَن تعرفين مَن أنتى فلم ولن أقل مَن أنتى، يا من جعلتَى من نفسك مفتاحاً للفتنة والشهوة والنزوة والسطوة والمكيدة والضغينة والرزيلة، يا من جعلتِ من نفسك سلعة تُباع وتُشترى لذوى القلوب المريضة والأنفس البغيضة والألسن السليطة،لم تتركى باباً لكل بغية إلا وتركتيه، اصمتى لاتتكلمى لاتعتذرى فعذرك أقبح من ذنبِكى، فقد فَسدتِ وأفسَدتٍ، ضَللتِ وأضللت، غُوِيتى وأغوَيتى أضعتى الأمانة وأبيتى إلا الخيانة، فتخليتى عن أمانتك ورسالتك ومن هنا تسلل الفساد إلى كل شئ فما الحل وما البديل…؟!
أقولها وبملئ فمى فوالله الذى لا إله إلا هو لا حلّ ولابديل عنكى إلا أنتى فأصلحى ما فسد منكى وأحيى ما مات فيكى وأجملى ما قبُحَ عنكى، يا مربية الأجيال وصانعة الأبطال ومضرب الأمثال، أنتِ الأن ملاذنا الأخير فما المصير بعد موت الضمير؟
قال تعالى “ظهرَ الفسادُ فى البرّ والبحرِ بما كسبت أيدى الناسِ لِيُذيقَهم بعض الذى عَمِلوا لعلهم يَرجِعون” سورة الروم أية ٤١
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.