كتب: أحمد امام
لم أفتح رسالة مجهولة المصدر، ولم أضغط على رابط ما، ولم أعبث بهاتفي، كما ظنّ بعض الأصدقاء، ومع ذلك تمكّن أحد النصّابين مناختراق حسابي في (الواتس آب)!
حدث ذلك بحدود الساعة 3:30 من عصر أمس! وقام المخترق بتوجيه رسالة للأرقام المحفوظة في حسابي لأصدقائي وصديقاتي .
تلك الرسالة لا تمّت للغتي في التخاطب مع الأصدقاء، والمعارف بصلة، فهي مكتوبة بلغة خليجية بعض الشي، تفيد بأنني أمرّ بموقف حرج،وأحتاج إلى مساعدة مالية على أن ترسل عاجلا عبر (الويسترن يونيون) بدأها بـ”هلا أخبارك ايه .. مستحي منك والله عندي لك طلب اذا ماعندك مانع “، فإذا وجد استجابة، يبعث نص الرسالة وهو ” جاتني أغراض في شحن من صديق أبي أحول له مبلغ (هكذا وردت فالنصّاب لم ينصب المفعول به)، المشكله انه ما يعطيني وقت أروح له بسبب انشغالي حاليا وهو مفكرني أضحك عليه ياريت تخدمني تحول له ومجردما أخلص أعطيك المبلغ في اليوم المساء جزاك الله كل خير”
وحين طلب أحد الأصدقاء منه توضيح أجاب أخونا النصاب مخاطبا إياه ” محتاجك تحوله المبلغ لحين لما أخلص ارجع لك المبلغ” وآخر طلبمنه تحديد المبلغ فأجابه بـ”500″!!
هكذا حدث النصب باحترافية شديدة لأحد أصدقائي يروي لنا ما حدث وما فعل نصيًا.
الموقف حدث فعليًا، وكان بيني، وبين آخر اطلالة على (الواتس آب) ربع ساعة ، وكانت من صديق طلب مني مقابلته بالقهوة، ثم وضعتُالهاتف على وضع (الطيران) الي أن أنتهي من تناول الغداء، وبعد أن ألغيت وضع (الطيران)، وعدت لـ(لواتس أب)، وصلني تنبيه يقول بأننيلن أتمكن من فتح حسابي بـ(الواتس آب) بسبب استخدام الحساب بهاتف آخر، وللتحقق من الحساب اكتب رقم هاتفك مع مفتاح البلد، ثمانتظر 4 ساعات حتى تتحقق إدارة (الواتس آب) من صحة معلوماتي، ثم تبعث رسالة عادية، أو يأتي اتصال به (كود) جديد، ففعلتُ، وبعدأقلّ من دقيقة، وردني اتصال من زميل عمل قديم، وبعد السؤال عن الحال، قال “هل أرسلت لي رسالة تطلب بها مبلغا عبر (الواتس آب) ؟” قلت له “لا، يبدو عندي مشكلة في (الواتس أب)”، فقال “هذا ما توقعته، إذن عليك الاتّصال بالشرطة–قسم الجرائم الإلكترونية، وتبلغهم بذلك،وسيشرحون لك الخطوات اللازمة” فشكرته، وفعلت، فقال لي الشخص الذي ردّ على اتصالي” لا تقلق، الأمور طيبة، وبعد أن سجّل اسمي،ودوّن عنوان بريدي الإلكتروني، وقال” احذف التطبيق من جهازك، ثم انتظر الكود بعد ساعتين، أو أربع ساعات” ، ففعلت، وبقيت أنتظرالكود، وخلال ذلك نشرتُ تنويها في صفحتي بالفيس، وآخر بـ(تويتر)، وثالث في حسابي بـ(الإيمو) ، وطلبت من أصدقائي (بنسخ التنويه من(الفيس) ، وإشعار أصدقائي عبر المجموعات في (الواتس آب) بذلك، ثم وصلتني اتصالات من أصدقاء تفيد بأنّ النصّاب اتصل بهم، وشكّوابنصبه من طريقته بالكتابة، واللهجة، بعد الأخذ والرد معهم، ومن بينهم صديق من الإمارات وصديق مصري مقيم بالكويت، ربّما أغرته صورةالصديق الإماراتي بالعقال بابتزازه، ومن بين مَن اتصل بهم سيدة أعمال صديقة، من عائلة معروفة، فاتّصلت بي لطلب رقم حسابي!!! فشكرتها، وشرحت لها حقيقة الموقف، وازداد قلقي، وخشيتي من تعرض أصدقائي للابتزاز، فاتّصلت بالشرطة الاقتصادية قسم الابتزازالإلكتروني، فأجابني الكمبيوتر برسالة صوتية تفيد بأن القسم يعمل خلال ساعات العمل الرسمي التي تنتهي في الثالثة عصرًا، وبعد العمليمكن للمتّصل التواصل مع القسم عبر البريد الإلكتروني، وقبل أن يملي عليّ العنوان أغلقت الهاتف مستغربا أن يخضع قسم حيوي، ساحةأنشطته على مدار اليوم، كهذا إلى ساعات عمل رسمي!!، وربّما هذا الوضع فسّر لي سبب قيام النصب بعمليّته بعد انتهاء العمل الرسمي!! جائز جدا، فأمثال هؤلاء يبحثون عن ثغرات بسيطة للنفاذ من خلالها!
واستكمالا للحكاية بقيت أنتظر وصول الكود، وانتهت مدّة الساعات الأربع ، ولم تصل الرسالة النصيّة، فأخترتُ الخيار الثاني، وأجريتُاتّصالا، فجاء الرد فورا برقم الكود، أدخلته، وسمحت بمحو البيانات، والمعلومات، والرسائل المخزونة في حسابي السابق، وغيّرت الصورة،بناء على نصيحة لأحد الأصدقاء، وعادت الحياة مجدّدا لحسابي بـ(الواتس آب)، والحمد لله.، ولكن كان هناك البعض من أصدقائي المقربينجدًا لم يسلموا من هذه الخديعة بل وانساقوا لخداع النصاب وقاموا بتحويل المبالغ التي طُلبت منهم.
من هذا الموقف توصّلت أنّ النصب الإلكتروني يطال الجميع، حتّى (البنتاجون) لم يسلم من الاختراقات، فكيف يكون الحال مع ذوي الحظوظالعاثرة، والصداقات الواسعة، وإضافة رقمي لمجموعات (واتسابية) كثيرة، من أمثالي!، وعليه وجب الحذر الشديد، والحفاظ على سرّيّةالبيانات الخاصة، والتعامل بمثل هذه المواقف، بأعصاب هادئة، إن حصلت لا سمح الله، والتحرّك بسرعة، دون إبطاء، ومن الضروري عدمتفاعل الأشخاص الذين تصل إليهم رسائل بها روابط تدعو للريبة، والشك، أو أخرى يطلب أصحابها دفع مبالغ، وعدم الاستجابة، بل إشعارصاحب الحساب المخترق، عند الإحساس بوجود عملية اختراق، بسرعة قصوى، وتنبيهه أنّ رسالة وصلت منه تفيد بكذا، وكذا لأخذالاحتياطات، والتدابير اللازمة كما فعل زميل العمل القديم معي ، وقانا الله واياكم من شرور هؤلاء النصّابين !