بقلم / ويصا بولس

هناك فرق بين الوحدة كشعور والوحدة كسلوك 

إن الوحدة كشعور هو ذلك الشعور الذي ينبع من أحاسيس الإنسان الداخلية ولا يكون مبني على دلائل حقيقية بل هو شعور داخلي ينبع من الإنسان ؛ بينما الوحدة كسلوك فهي تكون نابعة من خارج الإنسان وتكون خارجة عن إرادته وطاقته ويكون سبب ذلك الظروف والبيئة المحيطة أو الرفض الإجتماعي .

ويكون تأثير الوحدة كسلوك أصعب بكثير من الوحدة كشعور وذلك لأن الوحدة كشعور يمكن حلها من خلال تكوين علاقات إجتماعية حقيقية ولكن الوحدة كسلوك تعتبر شئ خطير وذلك لصعوبة حل تلك المشكلة لأنها مشكلة خارجة عن إرادة الإنسان فالقبول شئ يصعب التمرين عليه.

 وتعتبر الوحدة عامل من عوامل الخطر العالية مثل الأمراض الخطيرة وغيرها من العوامل الطبيعية الخطر على صحة الإنسان وأستقراره .

وهناك عامل خطير أصبح جزءاً لا يتجزء من يوم الإنسان وهو وسائل التواصل الإجتماعي حيث أثبت الدراسات أن مواقع التواصل الإجتماعي تصيب الإنسان بشعور الوحدة وغيرها من المشاعر السلبية على الإنسان كما أثبتت الدراسات أن مواقع التواصل الإجتماعي تصيب المراهقيين والشباب بتشتت الإنتباه وتعطيل ( عدم إستقرار النوم ) وتعرضهم للتنمر ونشر آراء غير واقعية عن حياة الآخرين وكثرة المقارنة السلبية .

آثار الوحدة كشعور وكسلوك على الإنسان وخاصة المراهقين والشباب 

كما وضحنا الآثار السلبية للوحدة عند الشباب والمراهقيين ؛ يمكن أن نضيف أن الوحدة يأتي معها كسر لنفس الإنسان وضيق وإحساس بعدم القبول والرفض الإجتماعي وهو الذي يؤدي إلى كثير من الجرائم مثل الإنتحار والقتل والاعتداء على حقوق الآخرين وذلك لأن الشخص في ذلك الوقت يريد إثبات شئ محدد للآخرين أو يريد إخراج الطاقة الداخلية التي تكون بداخله كما أن الوحدة تصيب الإنسان بشعور أنه غير مفهوم من الآخرين وهو الشعور الصادم والقاتل للبعض ؛ ومن آثار الوحدة والرفض الإدمان حيث تمثل نسبة كبيرة ممن يتعرضون لأي شعور سلبي وخاصة الرفض الإجتماعي للإدمان وخاصة إدمان المخدرات ؛ كما أثبتت بعض الدراسات أن الوحدة والرفض كلاهما يؤديان إلي وفاة الإنسان .

علاج الوحدة وآثارها السلبية 

يعتبر أول خطوات علاج الإنسان من الوحدة هي محاولة إخراج الشعور السلبي تجاه الحياة والذي تسببه الوحدة وذلك حتى يستطيع الإنسان الخروج إلى العالم الخارجي من حوله ؛ ومن ثَم يبدأ التعرف على الآخرين وبقدر المستطاع في دائرة سكنه وذلك لأنهم الأقرب له ولكن إذا لم يستطيع التعرف علي من حوله في دائرة سكنه يمكنه التعرف على أُناس جدد من مناطق مختلفة وذلك لتوسيع دائرة أصدقائه .

ويجب على الإنسان ممارسة هواياته المفضلة وذلك حتى لا يترك وقتاً للتفكير بطريقة سلبية حيث يعتبر إشغال الوقت بالأعمال أياً كان نوع تلك الأعمال من أول خطوات التعافي من أي شئ ضار ويؤثر سلباً على حياة الإنسان .

 

 

‫شاهد أيضًا‬

أيمن بكري يكتب أُسس التوافق و الخلاف الأسري

بقلم / أيمن بكري  تمعنت كثيراً في الحقب الزمنية المختلفة مقارناً بين سلوكيات العامة في الع…