من سنن الله فى الكون ومن اجملها فى نظرى التدرج فى كل شىء .. كل شىء يسير فى تدرج رائع من قِبل الله عز وجل .. فتجد الصباح لا يأتى بعد ظلمةِ الليل إلا على مَهل وفى تدرج جميل من الله جل وعلا ..

ولا يأتى المولود على ظهر هذا الكون إلا بعد أن يسير فى طريق طويل مدته تسعة اشهر تشعر معه الأم بتدرج محكم يجعلها تتحمل تلك الحالة التى جعلها الله عليها الى ان تلد مولودها وتفرح به وتَقرَ عينا .. وإن رجعنا الى الوراء قليلا إلى مشهد أسبق من ذلك تجد الزوج – أو الزوجة – يتحمل كل منها فى مقتبل حياتهما الزوجية مسئولية فرد آخر معه وهو شريك العمر ، إلى أن تَحْمَل الزوجة وتضع طفلهما الأول فتزداد المسئولية قليلا ً ، ثم يرزقهما الله بمولود آخر فتزداد المسئولية رويدا ُ رويدا ً … وهكذا .

حتى العبادات كمثال : تجد العبد يتعلم الصلاة ثم بعد ذلك يزيد عليها من النوافل وهكذا ليتقرب الى الله عز وجل ..

ومنذ بداية عهد الاسلام قد فرض الله على عباده الصلاة ثم تلتها باقى الفروض ولم تأت كل الفروض سويا بل أتت بتدرج محكم من المولى سبحانه وتعالى الى ان اتم الله نعمته على نبيه واكتمل الدين بفضل الله عز وجل .. فهذا التدرج من اعظم ايات الله .

فسبحان الذى وهبنا هذا التدرج فى كل شىء ، ليخفف عنا عبىء الحياةِ وأثقالها ، فله الحمد وله الشكر على تلك النعم العظيمة التى يجب ان نتذكرها ونحمده دائما عليها .
وختاما ً ..

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم

(أَلَا یَعۡلَمُ مَنۡ خَلَقَ وَهُوَ ٱللَّطِیفُ ٱلۡخَبِیرُ)
[Surah Al-Mulk 14]

أمنية جاد

‫شاهد أيضًا‬

أيمن بكري يكتب أُسس التوافق و الخلاف الأسري

بقلم / أيمن بكري  تمعنت كثيراً في الحقب الزمنية المختلفة مقارناً بين سلوكيات العامة في الع…