ربما قيلت لك هذه الجملة مؤخرا، هل كنت سعيدا بها؟ ام تراك تأثرت بها و اخذت تسأل قائلها عن قصده؟
الحقيقة انه لا يوجد شخص يمكن ان تقول انه لم يتغير فيه شئ طيلة فترة حياته، فالجميع يتغيرون
ما الذى يجعلنا نتغير؟ ما هو التغير،و هل هو للأفضل دائما؟
اولا يجب ان نعلم ان التغيير هو سنة الله تعالى فى مخلوقاته، لانه وحده تعالى هو الذى لا يتغير.
فعندما يقال لك لقد تغيرت ، لا تتوقف عند هذه الكلمة و كانها حكم و شئ يجعلك تكتئب او تجلد ذاتك.
ابدا…فالتغيير يكون فى معظم الاحوال ايجابيا، خصوصا للشخص السوى ، فالتغيير يكون بمثابة نضج، تماما كتحول الدودة الى فراشة جميلة، فهى كانت تحتاج الى وقت و مجهود و ظروف صعبة و النتيجة مبهرة
كل ما مررت به فى حياتك كان يجب ان تمر به، ليحدث التغيير و النضج.حتى لو كان ما مررت به قاسيا.
كل التجارب التى فشلت فيها ، هى التى تدين لها بالنضج و التعلم ، لا التجارب الناجحة.
المشكلة فيمن ينظر الى قسوة الماضى بما يحويه من احداث و اشخاص، و يتحسر على نفسه و يقول ..لماذا انا؟
صحيح ان هناك احداث مؤلمة ، ربما كان نسيانها صعب ، لما تركت من ندوب عميقة فى القلب.
لكن السؤال….هل الغرض من هذه الندوب هو ان نتحسر كلما نظرنا اليها؟
ابدا…فهذه الندوب كانت يوما شرانق لنا، مكثنا فيها بعض الوقت، تألمنا ، لكن تعلمنا، ثم خرجنا منها اكثر جمالا و فهما للحياة و قوة .
لكن..لماذا هى موجوده؟
وجودها لازم لنا…لانها ذكرى الدرس الذى تعلمناه.و جعلنا ننضج.لكن لا يجب النظر الى هذه الندوب و نتذكر الشرانق و نعيش التجربة فى ذاكرتنا مرة اخرى .بل يكفى ان نمر عليها كلما تعرضنا لموقف مشابه كى لا ندخل الشرنقة مرة اخرى.
لا تنظر بعين الحسرة على ما مررت به، بل بعين الامتنان.
فكل ما تمر به الغاية منه ان يجعلك اكثر روعة.
كن ممتنا لكل ما حدث لك…كن لطيفا بنفسك

 

بقلم /ايمان بالله جمال

‫شاهد أيضًا‬

أيمن بكري يكتب أُسس التوافق و الخلاف الأسري

بقلم / أيمن بكري  تمعنت كثيراً في الحقب الزمنية المختلفة مقارناً بين سلوكيات العامة في الع…