وجاء الدور على الحق السابع من الحقوق المشتركة بين الزوجين ألا وهو :

المشاركة في الهموم والسراء والضراء 》 :

فالمشاركة الوجدانية دليل على صدق المحبة ،
● بمعني أن الزوجة تهتم بكل مايتعلق بشئون زوجها من صحة ومرض ، ومن راحة وتعب ،
○ وكذلك الزوج يتأثر بكل مايتعلق بحياة زوجته ، فيعمل علي مايُرضيها ويسعدها .

فالمشاركة الوجدانية في الأفراح تجعلها مضاعفة،
والمواساة في الأحزان والمصائب تَكسِر حِدتها، والمصيبة إذا عمَّت خفَّت .

■ ولقد ضربت السيدة خديجة أم المؤمنين رضوان الله عليها أروع الأمثال في اهتمامها بتقديم كل ما من شأنه إدخال الهدوء والراحة والطمأنينة علي قلب النبي صلي الله عليه وسلم ،
فعندما جاءها من غار حراء يرجف فؤاده وقال لها : [ زملوني ، زملوني – أي لفوني في ثيابي – لقد خشيت علي نفسي ] ،
وأخبرها صلى الله عليه وسلم بما حدث معه في غار حراء .
فماذا قالت له أم المؤمنين رضوان الله عليها :
كلا – لاتخف – والله لا يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم ، وتحمل الكَل – أي وتساعد كل من يحتاج إلى المساعدة – وتُكسِب المعدوم وتُقرِي الضيف – أي وتكرم الضيف – ، وتعين على نوائب الحق ،
ولم تكتفِ بذلك رضي الله عنها بل صحبته إلي ابن عمها ورقة بن نوفل وقالت له ياابن العم اسمع مايقوله لك ابن أخيك محمد صلي الله عليه وسلم ،
فقال ورقة بن نوفل يا ابن أخي ماذا حدث لك؟ فقصَّ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ماحدث له ،
فقال له ورقة : ياابن أخي هذا هو الناموس -أي الوحي – الذي أنزله الله على موسى عليه السلام .
☆ فهذا الذي حدث من أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها مع زوجها رسول الله صلي الله عليه وسلم يدل علي أسمي وأفضل وأشرف ماتفعله الزوجة مع زوجها ، من مشاركة له في كل همومه ومسراته وسائر شئونه .
□ ولقد بادلها الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الوفاء ، فعاملها في حياتها أكرم معاملة ،
وسمي الرسول صلي الله عليه وسلم العام الذي توفيت فيه بعام الحزن .

¤ فحقيقة الأمر أن المشاركة العاطفية والوجدانية سر من أسرار السعادة الزوجية ؛
ولذلك كان من وصية أُمَامة بنت الحارث لابنتها عندما حان زفافها على عمرو بن حجر، قالت لها :
“فلا تعصين له أمرًا، ولا تُفشِين له سرًّا، فإنك إن خالفتِ أمره، أوغَرتِ صدره، وإن أفشيتِ سره، لم تأمني غدره، ثم إياكِ والفرح بين يديه إن كان مهتمًّا، والكآبة بين يديه إن كان فرِحًا “.

#بسمةأحمدعبدالرؤوف
#باحثة
عن_النور

‫شاهد أيضًا‬

أيمن بكري يكتب أُسس التوافق و الخلاف الأسري

بقلم / أيمن بكري  تمعنت كثيراً في الحقب الزمنية المختلفة مقارناً بين سلوكيات العامة في الع…