بعد فترة مضت على زواجهما…
تغيرت لغة الحوار والتعامل.
لم تعد الرومانسية إحدى تلك اللغات التي يتحدثون بها، تعرف كل منهما على الآخر من جديد.
لم يكن ذاك الوسيم الهاديء شديد الإحترام بالتعامل.
لم تعد هي تلك الحسناء الخجولة التي لاتكاد تنطق.
أصبح كل منهما يبحث عن وسيلة للهرب!!!!
نعم للهرب ف”عش الزوجية” أصبح كالقفص الذي سجن أحلامهم وطموحاتهم المرسومة في أبراج الخيال العالية.
هكذا انتهت قصتنا الجميلة بسرعة وماتت ورود أحلامنا.
انتهز “خالد” الفرصة وقال لها :سأخرج مع أصدقائي اليوم، اذهبي عند والدتك إذا شئتِ.
“حقاً ألن نخرج سويا ويسمعني قصص الحب التي قرأتها مراراً بالروايات “هكذا حدثت” شيماء” نفسها محاولة تخفيف الصدمة الأولى عليها.
“حسناً ياحبيبي. لا تتأخر” ماذا على أن أفعل الآن؟سأذهب إلى والدتي ربما تتغير الأمور قليلاً.
في المساء أعدت العشاء على الطاولة مزينة إياها بالورود الحمراء ثم أطفأت الأنوار لتشعل شموعا صغيرة إلى جانب العشاء.
عاد خالد إلى منزله ورأى ما أعدته شيماء على المائدة فابتسم وقال:شكراً عزيزتي أنتي رومانسية حقا، ثم تناولا العشاء.
باليوم التالي…
رن الهاتف فرد عليه خالد ثم انصرف مسرعاً.
استيقظت “شيماء ولم تجد خالد إلى جوارها فاتصلت بهاتفه.
رد خالد” سأتأخر قليلاً باعزيزتي لاتنتظريني “
” تأخر الوقت كثيراً ولم يأتي خالد، ماذا على أن أفعل؟ “
اتصلت شيماء ببعض صديقاتها ثم خرجوا سوياً.
عادت شيماء إلى المنزل فوجدت خالد يشاهد التلفاز وأمامه المقرمشات فجلسا سويا حتى تناولا العشاء.
باليوم التالي…
رن جرس الباب فتحت” شيماء “فوجدت أخوها” رمزي “أمام الباب.
(كان رمزي شخص يحب السفر كثيراً ويعشقه)
لم تصدق “شيماء” تلك المفاجأة السارة فهي لم تراه منذ فترة طويلة فعانقته عناقاً طويلا ثم جلسا يتحدثان.
رحب “خالد” برمزي وسأله عن أخباره.
رد “رمزي” قائلاً :بخير طالما لم أتزوج بعد.
سألته” شيماء” عن السبب؟
فقال لها :أنا الآن كالعصفور أتنقل كما أريد وقتما أريد، غير مرتبط بأحد معي.
قالت له شيماء :”تستطيع أن تفعل ذلك وأنت متزوج أيضا، ستشعر بمرافقة الحبيب معك”
قال لها رمزي :إذا كان الزواج كذلك فما أجمله!
لكني حقا أشعر بأني مسئول عن إسعاد من أحب ولذلك لن أدخل عش الزوجية إلا إذا وقعت حقاً واستسلمت.
في اليوم التالي….
خرجا الاثنان للغذاء خارج المنزل.
“ألا تذكر ياخالد ذاك المكان إنني أحبه كثيرا لأنه يذكرني بأيام
خطبتي إليك”
“أذكر ياحبيبتي ولكن ألم يمضي وقتا طويلاً على ذلك؟”
“هل نسيت تلك الأيام؟”
“لا ياعزيزتي ولكنك اليوم إلى جواري”
“ماذا تقصد ياخالد. أما عدت تحبني أو تشعر بانجذاب نحوي؟”
“لا. ولكني أصبحت أكثر نضوجا وواقعية وأنتي معي “
” ماذا تقول؟ “
” أين حبك لي. أين تلك الكلمات الرقيقة العذبة. أين وعودك وكلماتك المعسولة “
” لازلت أحبك عزيزتي. لكن ليس كما تتخيلين “
” ليس كما أتخيل. من فضلك أريد العودة للمنزل “
بعد العودة للمنزل….
” ما الذي يبكيك ياشيماء”
” من فضلك اتركني وحدي “
في اليوم التالي…..
رن جرس الباب ففتح خالد الباب فوجد حماته بالباب.
دخل لكي يوقظ شيماء.
” والدتك بالخارج. من فضلك لاتتحدثي أمامها عما حدث”
هزت رأسها بالموافقة.
” مرحباً يا أمي. كيف حالك؟”
“الحمدلله بخير. لم تتصلي بي منذ عدة أيام أو تزوريني فأردت الاطمئنان عليك. كيف حالكما؟”
“بخير يا أمي”
“حقا تبدين كذلك. أنا أمك ياشيماء أعرفك قبل أن تنوي الكلام “
” حسنا يا أمي أنا…. “جاء خالد وقد جلس لجوار زوجته.
سأخبرك أنا يا أمي.
” كنت أتحدث إلى شيماء البارحة ثم بدأت في البكاء “
” ولم ياشيماء؟ “
” خالد لم يعد يحبني يا أمي “
” ومن الذي قال لك ذلك؟ “
” هو “
” أحقاً ياخالد قلت هذا؟ “
” لا بالطبع. فقط قلت لها لم أعد أحبك بطريقتي أثناء الخطوبة”
“أحقاً هذا مايبكيك يابنيتي؟”
وهي تجفف دمعاتها المتساقطة” نعم يا أمي “
” لا أرى عيباً في كلام زوجك يابنيتي فهو حقا لم يعد يحبك بطريقته الأولى “
” وكيف ذلك يا أمي. أين كلامه المعسول ونظراته المحدقة لساعات “
ابتسمت الأم وقالت” صغيرتي. الحب الذي تسمعين عنه أو تشاهديه بالأفلام ليس حباً حقيقياً بل قشور الحب”
“نعم ياصغيرتي فهؤلاء لم يتعرفا عن قرب لم يشاركا حياتهما لم تكن لهما أحلاما مشتركة يعيشاها سويا فالحياة الحقيقية لاتبدأ إلا بعد سنوات عدة من الزواج، يشترك الزوجان في مرها وصعابها قبل حُلوها ويستشعرا لذتها بعد رحلة طويلة يسيروا فيها تكتمل بالاحترام والتضحية وحب الآخر “
” اتركنا ياخالد من فضلك قليلاً “
” حاضر يا أمي “
” عزيزتي لاتدخلي التعاسة إلى بيتك. خالد إنسان جميل يذكرني بوالدك فهو عملي ولكن قلبه عطوف فكوني أنتِ الجزء الأجمل في حياته وإذا احتاجت اذنيك إلى تلك الكلمات الرومانسية قوليها أنتِ واستشعري معناها حتى يتعلمها ويتقنها على يديك علميه أنتِ معنى الرومانسية فهو يحبك وسيفعل أي شيء من أجلك “
” ولكن أليس عليه هذا الدور يا أمي؟ “
” عزيزتي أخبرتك أن الرومانسية بين الزوجين مختلفة تماماً عما شاهدتيه أو سمعتيه وماتفعليه بحب سيصل حتماً بحب إلى قلبه وكل رجل له طريقته المختلفة في الرومانسية “
” حسنا يا أمي سأحاول أن أفعل “
” أعلم ياعزيزتي أنك ستفعلين ليس لأني أمك ولكن لأني أعلم جيداً مدى حبك لزوجك أدام الله عليكم رباط المحبة “
ابتسمت شيماء ثم ودعت أمها.
في اليوم التالي…….
“آه. آه…..آه… استيقظ ياخالد “
” ماذا بك ياعزيزتي. لا أعرف ربما أكلت شيئا فاسدا معدتي تؤلمني “
” لاتقلقي ياعزيزتي. تماسكي حتى أستعد ونذهب للطبيب “
عند الطبيب…
” مبارك. المدام حامل “
” شيماء هل سمعتي كما أسمع”
“نعم ياعزيزي ستزيد أسرتنا فرداً جديدا سنقوم بتربيته معا “
” ألا زلت غاضبة مني؟ “
” لا. ولكني لم أفهم طريقة حبك الجديدة ياعزيزي. عدني من الآن أن تصبح أحلامنا وأحلام وليدنا مشتركة ومتقاربة تجذبنا دوماً إليها. عدني أن نفكر بالأفضل لكِلانا ولوليدنا وأن نتعامل برباط الود والمحبة المتبادل بيننا في كل شيء “
” أعدِك يا عزيزتي “
بقلم / فاطمة بكر

‫شاهد أيضًا‬

أيمن بكري يكتب أُسس التوافق و الخلاف الأسري

بقلم / أيمن بكري  تمعنت كثيراً في الحقب الزمنية المختلفة مقارناً بين سلوكيات العامة في الع…