جالس بمحطات الانتظار ، وعمرك يمضي في عجل ، تتجرع حسرات أيامك ، وتنقم على الظروف وكل البشر.
تتفكر في ميزان عدل الحياة،وتتسائل أين أنت من معطياتها، وعطاءها وهباتها،وهل لك نصيب أم هي أقدار قدرت ، وكتبت ؟؟!!!
غالباً مايصبح ضحايا التعسف والالاعيب والظروف المعيشية القاسية أسرى داخل صورة ذاتية تتمثل في التحول إلى ضحية.
وتتضمن السمات النفسية للاحساس بالتحول إلى ضحية شعور مليء بالعجز والسلبية وعدم القدرة على التحكم والتشاؤم والتفكير السلبي ، ومشاعر قوية بالذنب والخزي ولوم النفس والاكتاب ويمكن أن تؤدي طريقة التفكير هذه الى الشعور بفقدان الأمل وجلب اليأس.
فيحكم الكثيرون على أنفسهم بالإعدام وهم على قيد الحياة.
اعدمت أحلامهم وامالهم وحتى علاقاتهم الأسرية وصداقاتهم.
حكموا على أنفسهم حين استسلموا وقرروا عيش دور الضحية أو برمجوا من المجتمع على ذلك.
فنجد المرأة بمجتمعنا مهيأة لعيش دور الضحية،
فتمنح نفسها كلية للأسرة والمجتمع وتتخلى حتى عن حقوقها الإنسانية والأدمية ، وقد تمحق شخصيتها من طرف شخصيات معدمة الأخلاق و الضمير،شخصيات مريضة،تحترف كل أنواع الأذى.
وكثيرون آخرون يجدون في دور الضحية ملاذا لهم.
من السهل لعب دور الضحيةبدلاً من خوض التحديات وعيش الحياة بما فيها من صعوبات،حيث يشعر من يلعب دور الضحيةبالعجز وعدم قدرته على تجاوز الامر، ولكن ان استطاع رؤية الحقيقة كاملة ، حينها سيدرك أن هذا الدور لم يكن حقيقياً منذ البداية ، وانه أقوى مما يتخيل ، وانه يستطيع أن يحقق بنفسه ما استطاع تحقيقه غيره .

فإلى متى ستظل تعيش حكم الإعدام ؟
وتذكر دوما قوله تعالى

(ذَ ٰ⁠لِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ لَمۡ یَكُ مُغَیِّرࣰا نِّعۡمَةً أَنۡعَمَهَا عَلَىٰ قَوۡمٍ حَتَّىٰ یُغَیِّرُوا۟ مَا بِأَنفُسِهِمۡ وَأَنَّ ٱللَّهَ سَمِیعٌ عَلِیمࣱ)
[Surah Al-Anfal 53]

(لَهُۥ مُعَقِّبَـٰتࣱ مِّنۢ بَیۡنِ یَدَیۡهِ وَمِنۡ خَلۡفِهِۦ یَحۡفَظُونَهُۥ مِنۡ أَمۡرِ ٱللَّهِۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یُغَیِّرُ مَا بِقَوۡمٍ حَتَّىٰ یُغَیِّرُوا۟ مَا بِأَنفُسِهِمۡۗ وَإِذَاۤ أَرَادَ ٱللَّهُ بِقَوۡمࣲ سُوۤءࣰا فَلَا مَرَدَّ لَهُۥۚ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِۦ مِن وَالٍ)
[Surah Ar-Ra’d 11]

 

‫شاهد أيضًا‬

أيمن بكري يكتب أُسس التوافق و الخلاف الأسري

بقلم / أيمن بكري  تمعنت كثيراً في الحقب الزمنية المختلفة مقارناً بين سلوكيات العامة في الع…