عن قلوب مهجوره اخط قلمي معكم اليوم

في عتمة الليل بينما يغط الآخرون في نوم عميق، يظل البعض مستيقظا
لإختلاف الأسباب:
فهناك من قام ليصلي،
و هناك من قام مذعوراً من الرعب بسبب حلم مرعب أو كابوس ما،
و هناك الذين لم يناموا بعد معاناة طويلة من الوحدة و القلق من البشر أو الحزن، أو بسبب معاناة وتعب في عملهم.
و المتأزمين فى علاقاتهم العاطفية، و المظلومين، وأصحاب الديون، و كل من تخلت عنهم الحياة وأدارت عنهم وجهها. أو كل من عانوا الذل.
الحياه مهينة!!
الحياة مهينة ومتعبة بالقدر الذي يجعلك تتنهد عند إنتهاء مناقشة بينك و بين أحدهم .
الحياة مهينة بالقدر الذي يجعلك تستيقظ في هذا الوقت من الظلام تبكي و تصرخ و لكن دون جدوى .

وهناك من تخلت عنهم إحداهن و طعنت قلبه برماحها فلم يستطع النوم و ظل دامعا يسترجع شريط ذكرياته، ليتأكد من مدى حبها و مدي قلقها عليه، عن ضحكتها المرتعشة لحيائها و احمرار وجهها.
يتذكر كم كانت جميلة و كم وعد بعدم التخلي ، أين هى الآن …

هي من قالت له لا تحزن سنمر بكل شيء سويا و الآن كيف يمر بها ؟

أهكذا الحياة تعد عادلة!!
لماذا ندفن و نحن أحياء ؟

ذكريات تقتلنا كل يوم، كم مرة نفكر بالموت؟
كم مرة نتخلي عن أنفسنا من أجل الآخرين الذين خذلونا؟
كل الألم يتركز هنا في صدرك أيها المظلوم.
كل الحزن هنا في قلبك و عقلك كيف و لماذا وأين ومتى ؟
لماذا كل الأسئلة بدون إجابة؟
سئمت الحياة!
كل الذين وعدوا بالإقامة في قلوبنا تخلوا عن وعودهم.
أصبحت شيء مؤذي لنفسي أكثر من الكذب .

الصدق أصبح كذب … و الكذب أصبح معتاد ….و المعتاد يؤذيني .

قلبي ينزف .
عقلي مشتت لا يستوعب كيف و لماذا كل من خلفوا كانوا أصدق الصادقين و أكثرهم إخلاصا.
حاولنا تدفئة قلوبنا، ولكن هيهات

فقلوبنا أصبحت مهجورة.

 

قلوب مهجورة

الشاعر : أمير العربي

 

‫شاهد أيضًا‬

أيمن بكري يكتب أُسس التوافق و الخلاف الأسري

بقلم / أيمن بكري  تمعنت كثيراً في الحقب الزمنية المختلفة مقارناً بين سلوكيات العامة في الع…