حينما اتعامل مع كافة طبقات المجتمع أجد أن الحد الأدنى من هؤلاء الناس هم الذين يفهمون الفروق الجوهرية بين الصداقة و الزمالة و بين الحب و الإعجاب …

فزحام الواقع الإجتماعي الذي نعيشه يجبرنا على الخلط بين هذا و ذاك …

  فدائماً أتفهم ما وراء التصرفات بحقنا  لأن تم إتخاذها من خلال مسببات لها لا تصب في مصلحتنا الشخصية …

فلا ألوم من إتخذ قرار في لحظة من لحظات الضعف لأن إحتمالية إتخاذ قرار سليم في تلك اللحظة يجبرنا أن نكون على درجة عالية من الفهم و الوعي النفسي السليم .

إن الزمالة و الصداقة لا يمكنهما الإختلاط و الإمتزاج ببعضهما مهما حاولنا فهذان المعنيان كالزيت والماء …

فالزمالة في العمل  يا سادة هي التعاون المشترك بيننا كزملاء  في ذلك العمل  حتى نخرج بأفضل النتائج الممكنة.

أما الصداقة فهي العلاقات التي تتسم بالقرب الشديد  بين الأصدقاء مع مراعاة الحدود الشخصية بين الجانبين. 

فأغلب الأصدقاء والزملاء الذين يتمتعون بكلا المفهومين في حال  تعرضهم  لموقف سئ فيما بينهم يخسروا بعضهم البعض متجنبين الجزء الصالح و يتبنون الجزء العطب فيتم تعميمه على العلاقة بأكملها  فتنهار العلاقة بشكل كامل . 

كذلك الحب و الإعجاب أجد أن التفرقة بينهما أمر بات أمنية و حلم لا يمكن أن نجعلها موجودة على أرض الواقع .

فالحب هو إحسان التصرف مهما كلفنا الأمر و عدم وضعنا لذلك التصرف في خانة التنازلات فالحب لا يعترف بكلمة التنازلات و انما يعترف بمفهوم العطاء دون مقابل

لذلك الحب لا يموت أبداً فمقره بالقلب و ما حوى 

و أما الإعجاب هو ملاحظة تصرف ما و الانبهار بالشخص من واقع تصرفه فنحن نصنف جودة الأشخاص من تصرفاتهم الخارجية

و لذلك يمكن للإعجاب أن يهدأ و يزول مع الأيام وذلك هو طبيعة الحال 

إن الصداقة و الزمالة و الحب و الإعجاب مفاهيم رقيقة تعين كل منا على حياته بشكل لائق بنا

فإختاروا ما يليق بكم و لا تخلطوا بين مفاهيم الحياة 

إنها ثقافة الإفتراق يا سادة

 

اترك رد

‫شاهد أيضًا‬

أيمن بكري يكتب أُسس التوافق و الخلاف الأسري

بقلم / أيمن بكري  تمعنت كثيراً في الحقب الزمنية المختلفة مقارناً بين سلوكيات العامة في الع…