في فيلم رائع للعملاق عادل أدهم اسمه المجهول مقتبس من مسرحية سوء تفاهم للكاتب الفرنسي البير كامو يجسد شخصية خادم أصم وابكم في فندق منعزل تديره امرأه وابنتها يقتلون النزلاء ليستولوا على نقودهم ويتولى هو ربط الضحيه والقائها في البحر ثم يقف على الشاطئ يماثل حركة طيور النورس في مشهد رائع بينما تناديه صاحبة الفندق التي تكتشف أن الضحيه هذه المرة كان ابنها الذي ابتعدت عنه ولم تتعرف عليه إلا بعد أن القاه خادمها الأصم في قاع البحر …

يدفعني هذا المشهد للتفكير في كيفية تعاملنا مع المجهول …

المجهول قد يدفعنا إلى ارتكاب الحماقات أو الموت انتظار لشئ لا نعرفه وفي كثير من الأحيان إيذاء أنفسنا
المجهول شئ مخيف لأننا لا نعلم ما هو في الأساس
ولأن الإنسان جاهل بما لا يعلم يظل خوفه من المجهول هو المتحكم الرئيسي في حياته …

نحن نخشى الموت لأننا لم نرى يوماً من يعود إلى الحياة فيخبرنا تجربته ونخشى المستقبل ونظل نعمل لتأمين مستقبلنا ومستقبل أولادنا لأن المستقبل مجهول
ونخشى كورونا فلم نعد نفرق بينها وبين برد الصيف والانفلونزا الموسمية وفيروسات الربيع …

هذا الوحش المخيف الذي لايرى بالعين المجردة وليس له وزن يذكر مجهول للعلماء والأطباء…

اللهو الخفي يتسلل خفيه إلى أنفاس البشر فيصيب من يصيب ويميت من يميت بإذن الله …

فأصبحنا نهاب السعال وقد يغشى علينا ذعراً مع ارتفاع درجة الحرارة …

المجهول يفتك بنا أكثر من الوباء ذاته ويبث الذعر في نفوسنا  ولا سبيل إلى مواجهته الا بأمرين الثقة بالله والأخذ بالأسباب موقنين بأن كل ماهو مكتوب كائن
داعين الله أن يرفع عنا الوباء والبلاء…

#المستشار/وائل مجدي

اترك رد

‫شاهد أيضًا‬

أيمن بكري يكتب أُسس التوافق و الخلاف الأسري

بقلم / أيمن بكري  تمعنت كثيراً في الحقب الزمنية المختلفة مقارناً بين سلوكيات العامة في الع…