بعد عناء وتعب الإنتظار في المستشفى وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة، خرجت “بسنت” من المستشفى وهي في شدة الارهاق والتعب، وقررت أن تسير قليلاً وتستنشق الهواء النقي، لكي تُنفس عن روحها وتقلل من حدة هذا الإرهاق والتوتر النفسي، وتنسى الدنيا وتعبها ولو لفترة وجيزة.

وفي أثناء سيرها وجدت نفسها تخلصت من السير وسط المباني الشاهقة والشوارع الضيقة، لتجد نفسها فجأة مواجِهه للكورنيش والمساحات المفتوحة أمامها، ووقعت عينيها على منظر شديد الروعة، للحظة نسيت كل وجع الدنيا ورأت الدنيا بأجمل صورة، صورة رائعة لغروب الشمس وحمرة السماء وقت الشفق.

تمنت لو أن تطول تلك اللحظة وتبقى الدنيا هكذا بهذا الجمال، تمنت لو لم تتذكر أبداً الأحداث المرهقة والمتعبة، تمنت الكثير والكثير، ولكنها تعلم أن الدنيا ليست للراحة الأبدية، وأنه مهما بدت الأحداث مزعجة من حولها وكثرت، فحتماً عما قريب سيحدث شيئاً رائع يُنسيها تلك المتاعب، فبعد الضيق فرج، ومع العسر يسر.

جلست “بسنت” على الشاطئ وفتحت حقيبتها وأخرجت القلم والمفكرة، وبدأت تكتب:

الدنيا تتقلب من حين لأخر بين لحظات الفرح ولحظات الحزن، ومهما زادت الأحداث والابتلاءات فأسرق من الدنيا لحظات للسعادة تنسى بها وجعها، واستمتع بأي لحظة تأتي في عز الوجع حتى ولو صدفة، كنسمة هواء بارده في الصيف، أو منظر رائع مثل غروب الشمس والبحر الهادئ، أو شخص مار يبتسم لك، والأجمل هو أن تجلب أنت تلك اللحظات من السعادة والرضا وتصنعها بنفسك، كمحاولة إسعاد شخص أخر ورؤية وجهه يبتسم والسعادة تملئ عينيه، فتلك اللحظة حتى ولو كانت قصيرة إلا أن أثرها في الروح عميق وطويل الأثر.

ولنؤمن دائماً أنه مهما بدت الأشياء مزعجة وكثرت، فهناك دائماً شيئاً رائعاً على وشك أن يحدث، فاطمئن واستبشر خير، فإن مع العسر يسراً جميلاً.

?? دمتم سالمين ومستبشرين ??

✍? بقلم:- بسمه باشا.

اترك رد

‫شاهد أيضًا‬

أيمن بكري يكتب أُسس التوافق و الخلاف الأسري

بقلم / أيمن بكري  تمعنت كثيراً في الحقب الزمنية المختلفة مقارناً بين سلوكيات العامة في الع…