السكان الذين يسكنون بجوار هذا القصر صرحوا بأنهم يسمعون أصوات أثاث تنقل من غرفة لغرفة أخرى داخل القصر في منتصف الليل وأنهم يرون أضواء تظهر فجاة وتختفى فجاة ويسمعون أصوات صراخ مرتفع يخرج من داخل القصر … مع العلم أن القصر مهجور من سنوات طويلة ولا يوجد به أى شخص ، فى هذا اليوم سوف تكون حلقتنا عن قصر البارون

قصر البارون هو واحد من أجمل القصور الموجودة في مصر وتم بنائه على يد مهندس بلجيكى على مساحة ١٢ الف متر مربع والغريب أنه أشترى هذه المساحة المهولة مقابل جنيه واحد لكل فدان فى البداية  صاحب القصر لم يكن إسمه البارون ولكن كان يدعى ادوارد امبان…

وكلمة البارون تعنى فارس أو شخص نبيل وتعتبر رتبة حصل عليها من ملك فرنسا بنفسه وهذا نظراً لمجهوده العظيم في بناء مترو في مدينة باريس والعديد من المشروعات الفرنسية ، البارون كان مسؤولاً عن مشاريع ضخمة داخل أنحاء العالم ويعتبر هو مؤسس البنك الصناعى البلجيكى الموجود حالياً ويعتبر أنه سافر إلى العديد من البلاد كالهند و فرنسا وبلجيكا … ولكنه فضل أن يسكن فى مصر ولسبب مجهول قرر أنه يعيش فيها للأبد واوصى بأن يدفن فى مصر بعد وفاته حتى و ان مات فى أى مكان خارج مصر وبالفعل عاش باقي حياته في مصر حتى عام ١٩٢٩ وتم دفنه في كنيسة البازلك الموجودة حالياً بجوار قصره في مصر الجديدة …

بالرغم من صغر حجم قصر البارون وتكونه من طابقين فقط الا أنه تحفه معماريه لا يوجد لها مثيل فى العالم والغريب أن القصر مصمم تصميم هندسي معين لا تغيب عنه الشمس طوال النهار والقصر خليط من الحضارات الهندية واليونانية والعربية ويحتوى على تماثيل أفيال هندية وزخارف إغريقية والنوافذ مصممه على الطراز العربى الإسلامى وايضا مليئ برسومات مايكل انجلوا و دافنشي وعشرات التحف والتماثيل الذهبية التي كانت موجودة في أرجاء القصر والقصر يتكون من ٧ حجرات ، إثنين لاستقبال الضيوف و أربع حجرات للنوم وبالإضافة إلى غرفة أخيرة كانت بمثابة صالة الألعاب الخاصة بالبارون نفسه وغير المطابخ وحجرات الخدم الموجودة في الدور السفلي للقصر …

والمدهش أن القصر يحتوى على غرفة في البادروم تسمى الغرفة الوردية وكان البارون امبان يمنع على أي شخص يدخل هذه الغرفة أو يقترب منها ومع مرور الوقت تم اكتشاف أن الغرفة مدخل لسرداب أو نفق طويل تحت الأرض يربط بين قصر البارون وكنيسة البازلك المدفون فيها البارون وحتى الآن واكثر الطرز المعمارية المؤثرة بقصر البارون هو الطراز الهندي ومعظم التماثيل المنتشرة في أرجاء القصر هي تماثيل هندية وهذا يثير العديد من التساؤلات لماذا الطراز الهندي ؟

ويرجع هذا عندما كان أمبان في الهند أصيب بمرض شديد جداً والهنود اهتموا به وقدموا له الرعاية والعلاج اللازم إلى أن شفي تماما من مرض كان سوف يتسبب في هلاكه وقرر أن القصر الذى سوف يقيم فيه سوف يتم تصميمه علي الطراز الهندي عرفاناً منه للهند وشعبها

كون تصنيف قصر البارون من أجمل القصور في مصر والعالم هذا ليس من فراغ لأنه بجانب الطراز المعماري والتحف والرسومات إلا أن القصر يتميز بشئ مختلف تماماً فالبرج الرئيسي الخاص بالقصر مثبت على تروس وقاعدة تدور دورة كاملة كل ساعة ويدور معها البرج نفسه وهذا يتيح للشخص الجالس فى البرج أن يرى جميع المعالم الموجودة خارج القصر بالإضافة إلى الطراز المعمارى الفريد الخاص بالقصر…

فى يوم من الأيام أثناء وجود امبان مع شقيقته في البرج المتحرك وأثناء دوران البرج  توقف أحد التروس فجأة فسقطت شقيفة البارون من قمه البرج وبسبب اصطدامها بالأرض توفت وهي تصرخ بشدة وهذه ما ترك القلق فى المنطقة و أدى إلى أصابه البارون أمبان شخصياً بالاضطراب النفسي بسبب قلة حيلته فى إنقاذ شقيقته أثناء السقوط …

والجدير بالذكر أنها لم تكن حالة الوفاة الوحيدة التي حدثت فى المكان ويقال أيضاً أن زوجة البارون توفت فى أحد المصاعد الموجودة فى القصر والذى يشكل سبب وفاتها غامض ومجهول حتى الآن وتحول القصر من مكان جميل يعيشون فيه حياة سعيدة إلى مقبرة مخيفة تبتلع البارون وأقاربه .

مع مرور الوقت أصبح موت  هيلانا شقيقة البارون السبب الرئيسي لنشر الأساطير والذعر بين الناس وهو السبب الأساسي الذي بنى عليه كل هذه التخمينات الخاصة بالرعب والأشباح وكل القصص المتعلقة بالأرواح التي تسكن قصر البارون والسيطرة عليه لدرجة أن مجموعة من الأشخاص زعموا أنهم يسمعون صوت البارون يتحدث مع شقيقته داخل القصر والبعض كان يسمع صوت صراخ هيلانا بصوت عالي قادم من داخل القصر فى منتصف الليل  بالرغم من أنها توفت منذ سنين طويلة وكأن روحها سكنت القصر ولن تسمح لأحد بالدخول…

وبعدها ظهرت العديد من القصص التي لا تمس للواقع بصلة وظهرت بعض الكتب التي تروي القصص عن قصر البارون امبان غير الأفلام الوثائقيه والسينمائية التي تناولت موضوع القصر والقصص الخاصة به لدرجة أن صيت قصر البارون لم ينتشر فى مصر والدول العربية فقط ولكن وصل صيته للعالم أجمع…

في عام ١٩٨٢ كانت أشهر واقعة في القصر هي مجموعة من الناس أكدوا أنهم رائوا دخان كثيف يخرج من الغرفة الرئيسية للقصر ودخان منبعث من البرج الرئيسي وبعد مرور دقائق ظهرت النيران فى أرجاء المكان وفجأة أنطفئت بدون تدخل من أى أحد والحادثة تم سردها على لسان الشهود و حدث بعدها العديد من التساؤلات وعلامات الاستفهام التي لم يظهر لها إجابه حتى الآن .

فى عام ١٩٩٧ كان منتشر عدد من الأساطير أن الناس  يسمعون أصوات موسيقى وغناء تنبعث من داخل قصر البارون بعد منتصف الليل بالإضافة إلى عدد من الأضواء التى ظهرت فجأة والتي أثارت الرعب لدى الكثير من الناس وحتى تم الكشف عن كواليس الموضوع بعد فترة من الزمان واتضح أن هناك مجموعة من الناس يتسللون إلى داخل القصر ويقيمون حفلات رقص وغناء فى ظل مليئ بالأضواء وموسيقى الروك وكانوا يلزمون حارس القصر بأن لا يحكى عنهم ولا عن الأحداث التي تحدث بالداخل حتى ألقت الشرطة القبض عليهم ومن بعدها اهتمت الحكومة والجهات الخاصة بالآثار بالاعتناء بالقصر وتوفير حراسة مشددة وتوفير سبل الأمان للمنشأة وحتى الآن لم يتم الكشف عن أى غموض أو أسرار أخرى تخص القصر والقصر مازال وحيد ومهجور…

هل تظن أن الأحداث الغريبة داخل قصر البارون ليس لها تفسير أم القصر مسكون بالأرواح والاشباح ؟

وهل ممكن أن يكون لدى أحد من الناس المصلحة في نشر الأساطير والاشاعات عن هذا القصر وتخويف الناس عن عمد ؟

وهل عندما يفتح القصر للزيارة قريباً  سوف تذهب لزيارته مع أصدقائك أم لا؟

 

#زياد_الطحاوي 

تعليق واحد

اترك رد

‫شاهد أيضًا‬

أيمن بكري يكتب أُسس التوافق و الخلاف الأسري

بقلم / أيمن بكري  تمعنت كثيراً في الحقب الزمنية المختلفة مقارناً بين سلوكيات العامة في الع…