اعتذرت ملك عن قبول دعوة وجدي وتبادلا أرقام التليفونات وذهب وجدي مع ملك لإدارة الدراسات العليا بالكلية لاطلاعها على الأوراق المطلوبة…

تحدث وجدي إلى مدام كوثر مديرة الإدارة وطلب منها اطلاع ملك على الأوراق المطلوبة ومساعدتها فى إنهاء إجراءات تقدمها للدراسات العليا.. أنهت ملك الإجراءات واختارت تخصص الموارد البشرية لأن تخصهها كان إدارة الأعمال وحصلت على إيصال يفيد التقديم وعادت إلى منزلها ووجدت مفاجأه اعددها لها الأب احتفالاً يجمع زوجها وامها وابنها بمناسبة التقديم ووعدها أنه سوف يكون مساعد لها وفعلاً بدأت ملك الدراسة من أول وجديد ولكن هذه المرة مع وجود مساحة من الحركة لم تكن موجودة سابقاً وكانت أول خطوة هي استخراج رخصه قيادة خاصة بها وقد ساعدها الأب فى تعلم قيادة السيارات وترك الأب سيارته لملك حتى يسهل عليها الحركة وبدأت ملك فى الدراسات التمهيدية للماجستير

ومع أول امتحانات لها كانت النتيجه بتقدير عام جيد كانت هدية أباها لها سيارة صغيرة بمناسبة نجاحها في تمهيدى الماجستير وطبعاً كانت مفاجأة جميلة لملك واخذتها الدراسة من عالم الفيسبوك الذى دخلته من أجل معرفة كيف يهدر ميدو وقته على هذا البرنامج…

ولكن لم تأخذها الدراسة من عالم ميدو حبيبها فلم تكن علاقة ملك وميدو تشبه أى علاقة بين اثنين متزوجين ولكنها كانت علاقة تحتوى كل أنواع الحب ..صداقه .. أبوه ..أمومه … تسامح …

كانت علاقة تجمع جميع أنواع الحب ليس حب الزوجة والزوج فقط كان ميدو هو الابن الفعلي لملك وليس محمود ..واستمرت الحياة وانشغال ملك فى المذاكرة فتح لها عالم آخر من خلال ذهاباها للجامعة ولمكتبة الجامعة الامريكية للحصول على المراجع ووحصلت ملك على أصدقاء جدد غير أصدقاء النادي وغير معارف العائلة وفى تلك الفترة تزوجت نبيلة صديقتها من حسام ابن عمها ولكن ذهبت للعيش مع زوجها فى دبى فأصبحت علاقه ملك بنبيلة علاقة أون لاين عبر الانترنت انشغلت ملك بدراستها …

و فى تلك الفترة تعرضت البلاد لثورة قام بها الشباب وكان ناتج هذه الثورة فى أولها حب كبير للجيش وظباط الجيش ثم تحول هذا الحب إلى عداء غريب لجيش البلاد وظباطه فعاشت ملك فى لحظات رعب حقيقة على زوجها وفى يوم جاءها اتصال تليفونى يخبرها ميدو أنه فى مأمورية وسوف يغلق تليفونه كي لا تقلقك وان مدة المأمورية ثلاثة أيام وسوف يتواصل معها بعد مرور تلك الفترة ….

صمتت ملك بعد تلك المكالمة وذهبت كعادتها إلى اباها كلما اجتاحتها عاصفة القلق أو التوتر على ميدو تحدثت إلى أباها فطلب منها أن تكون صبورة وتكون عوناً وسنداً لزوجها على عمله الشاق واستعاد معها ذكرياته فى بداية عمله وكيف كانت خدمته في جزء صحراوى في جنوب مصر وكيف كانت مقومات الحياة هناك صعبة بل تكاد تكون معدومة…

لقد كان الأب أحد ضباط حرب أكتوبر كانت دفعة تخرجه سنه ٧٠ وكان ملازم فى الحرب واستفاض الأب فى سرد ذكرياته عن تلك الفترة الصعبة على الشعب والبلد وكيف كانت ثريا قوية وكانت سنداً له فى تخطي تلك الفترة وطلب منها أن تكون قوية وتكون عوناً وسنداً لزوجها

ارتفعت وتيرة الصياحات المعادية ضدد الجيش والشرطه والضباط وعائلات الضباط عامة وكانت تمر على ملك لحظات قاسية جداً مما جعلها تجنبت نزول الشارع وكانت دائماً تطلب من زوجها عدم ارتداء الزي الخاص بالجيش أثناء ذهابه وعودته من العمل خوفاً عليه وفي تلك الأثناء بدأت ملك فى التردد على الكلية واستعادت ذكرياتها طوال أربعة سنوات دراسية واكتشفت أنها لم تكن مندمجة مع مجتمع الكلية والجامعة بل كان ميدو هو محور حياتها حتى أثناء حياتها الجامعية

وسارت بها الأيام وشغلتها المذاكرة عن ميدو جزء من الوقت ومع تكليف ميدو بمهام كثيرة خاصة بعمله جعلته يتغيب أكثر وبدأ الأب مع ملك فى غزل وتكوين عالم جديد لشغل وقت ملك وصقل مهاراتها الحياتية.

#ملك الحلقة الثامنة?

#سمر أمين

تعليقان

  1. من الواضح ان السرد ممتع واﻻيقاع بدا يتسارع وان كان ملفتا انه تقريرى يتطلب قليﻻ من الحبكة حتى يستمر فى المتابعة بشغف
    واضح التمكن من ناصية اللغة ..ووضوح الفكرة

اترك رد

‫شاهد أيضًا‬

أيمن بكري يكتب أُسس التوافق و الخلاف الأسري

بقلم / أيمن بكري  تمعنت كثيراً في الحقب الزمنية المختلفة مقارناً بين سلوكيات العامة في الع…