تأتي علينا أيام يضعف بها يقيننا وينقص إيماننا
وتتأرجح ثوابتنا
تتوالى علينا المتاعب والعلل ويضيق الحال بقلوبنا
ولكن نعلم في خبايا أنفسنا ونوقن بأن الله اذا أحب عبداً ابتلاه حتى ولو لم نظهر ذلك
ولكن
بعقل ضئيل لا يستوعب مدى عظمة رحمة الله ورأفته بعباده ، يتسائل العبد قائلاً
– هل يحبني الله حقا ؟
هل يعقل أن يحبني الله بكل تلك العيوب والنواقص التي بروحي ونفسي وحتى قلبي
بكل تلك الذنوب والاخطاء التي ارتكبتها في حق نفسي وفي حقه عز وجل
– نعم يعقل أن الله إذا أحب عبداً ابتلاه ، إنه ينظر الى قلبك ويري ويعلم كم هو جميل ونقي ولكنه يضعف أمام شهوات الدنيا الزائلة الفانية و يركض وراء سراب ليس له وجود أبداً
يذكرك بالعودة وينتظر أن تعود الى كنفه ، ألا تعلم أن الله يفرح بتوبة عباده وبعودتهم اليه
هون على نفسك ولتعلم أن الله ابتلاك لكي يزيل ذلك الغبار العالق على قلبك ، أراد أن يجعلك تعلم أنه وحده الأحق بذلك القلب الجميل النقي ومكنوناته الطاهرة ، أراد لك أن تعلم أن لا ملجأ لك منه إلا إليه.
– ولكن ذلك القلب قد خارت قواه ولم يعد يتحمل من ثقل هذا الابتلاء
– اصبر فإن بداخل ذلك الإبتلاء رحمة لك ولقلبك يا هذا، إن رحمة الله وسعت كل شئ فهل لا تسع لك

فما ابتلاك الا لكي تستفيق من تلك الغفلة التي طالت كثيراً فأحمد الله على ذلك الإبتلاء واصبر عليه فإن مع العسر يسرا انه وعده الحق

– احمدك ياالله أنك لم تترك يدي و لم تتخلى عني
احمدك حمداً كثيراً كما يليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك
سوف أعود ان شئت لي العودة وتقبلتني ، سوف أعود لأن ليست لي عودة الا لسواك يا أرحم الراحمين

فاطمة أحمد

اترك رد

‫شاهد أيضًا‬

أيمن بكري يكتب أُسس التوافق و الخلاف الأسري

بقلم / أيمن بكري  تمعنت كثيراً في الحقب الزمنية المختلفة مقارناً بين سلوكيات العامة في الع…