الحمد لله الذي يعفوا ويصفح ويغفر الذنوب ويملي العاصي حتى يتوب الحمدلله الذي يطعم ويسقي ويستر العيوب يغني ويشفي ويكشف الكروب وصلى الله على النبي الذي فُتحت له القلوب …

إلتقيت مع رجل في الستين من عمره قدم إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليزور رسول الله ومزارات المدينة قبل الذهاب إلى مكة لمناسك العمرة وكان كثير الضحك وأراه يستخف بالأمور  ولا يجعل لكل مقام مقال…

فحزنت لحاله ولم أراه لأربعة ايام حتى ركبنا سوياً لمكة المكرمة فوجدت وجهه قد تغير وأضاء وأصبح له وقار فرحبت به و قلت له إحكي لي فأريد أن أعرف ما الذي بدل الحال من حال إلى حال …

أخذ يروي وأتماسك كلما مرت العبرات في عيني و ألا يرها  يقول كنا في رمضان والأعداد كبيرة والحر شديد وكل يوم يسمح بوقت محدد للدخول من الباب  المخصص لرؤية وزيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلقاء عليه التحيه والسلام   يقول ذهبت أول مرة وأنا على حالي  وأنا أقف منتظر الدخول وإذ بالباب يغلق في وجهي ويقول إنتهت الزيارة قولت غداً سآتي للزيارة وتكرر معي الأمر  ثلاث مرات قولت في الثالثة لا والله  الأمر ليس كذلك  إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يآبي أن يراني فحزنت وكدت أن أبكي على حالي وقولت ربما مغلق للرجوع !!

وذهبت رابعاً فوجدت الأبواب مفتوحة وإقتربت أكثر مما يقترب الآخرون  وجلست بالروضة واذا بأهل علم ودين يرحبون بي وكأني في الأحلام…

أخي القارئ ولم تنتهي الموعظه.. أغلقت الأبواب  للرجوع إلى النفس والنظر في حالها على أي حال هي أغلقت للرجوع والتوبة والإنابة إليه سبحانه وتعالى فلا يقبل الله المدبرين عنه وإنما يقبل المقبلين عليه بقلوب منيبة  ..

لكننا إبتعدنا كثيراً عن الله نعم اقولها يبارز الله بالمعاصي في كل  وقت سراً و جهراً ولم تتحرك لنا ساكنه..

والآن سقط كل شئ  تسقط الدول والقوي  وكل شئ  يسقط أمام فيروس لا يُرى بالعين ولم يبقى  إلا لطف الله بعباده…

أغلقت المساجد لمنفعة طبية وأيضا  شرعية. نعم  فهل إشتقت إلى المساجد حقاً؟

هل رجعت إلى نفسك  الان وقولت ربما مغلق للرجوع؟

أسأل الله  لي ولكم الرجوع  بقلوب نقيه سليمة..
وادعو لي ولكم  دعاء إبراهيم عليه السلام ..

{ وَاغْفِرْ لِأَبِىٓ إِنَّهُۥ كَانَ مِنَ الضَّآلِّينَ (86) وَلَا تُخْزِنِى يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87) يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89) }
[ سورة الشعراء : 86 الى 89 ]

وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين 

تعليق واحد

اترك رد

‫شاهد أيضًا‬

أيمن بكري يكتب أُسس التوافق و الخلاف الأسري

بقلم / أيمن بكري  تمعنت كثيراً في الحقب الزمنية المختلفة مقارناً بين سلوكيات العامة في الع…