في ريف مصر العظيم يعيشون طوائف من الناس فمنهم من يمتلك الأراضي ومنهم من يمتلك الماشية ومنهم من يمتلك الأموال ولكن الجميع متفقون على امتلاكهم اهم ثروة وهي البنون…

وسيظل دائماً إنجاب الذكور فخر لديهم وأما إنجاب الإناث فهذا خزي ونكبه فالإناث يكونوا وسيظلوا عبئ على آبائهم حتى الممات .. في أحد هذه البيوت يوجد شخص محترم ومتعلم وحافظ كتاب الله ويقتدي برسوله الكريم اسمه عم حسن أو( أبوعلي ) كما تناديه ابنته الوحيدة وهي فاطمه …

كانت فاطمه الابنة والأم والأخت والسند لعم حسن ، كان يعمل عم حسن في السكة الحديدية بمحافظة أسيوط،  اهتم عم حسن بتعليم فاطمة وتحفيظها القرآن الكريم وان يساندها ويساعدها حتى تدخل الجامعة حرصاً منه على  تكوين شخصية لها تكون مستقلة ومختلفة عمن حولها…

ذهب عم حسن الى العمل كعادته الساعة ٨ صباحاً ويعود  حوالي الساعة ٣ عصراً ،  تظل فاطمة في المنزل بمفردها تنهي أعمال المنزل ثم تقضي الباقي من الوقت في القراءة وترتيل القرآن الكريم. وبعد ذلك يأتي أبو علي واحضر له الغداء ثم نصلي و يحكي لي عن أمي وعن قصه حبهما التي تم تتوجها بي،  ثم يحرص أبو علي على تأديه صلاة العشاء والذهاب الى النوم .

ابو علي : صباح الخير يا طماطم. الساعه ه صباحاً
فاطمة : شيء ما أيقظني فجأة لاقضي معه بعض الوقت قبل رحيله
أعددت الفطار وتناولت انا وابو علي الشاي الصعيدي الحبر الذي يحبه ابو علي
وقبل أن يرحل أوصاني بعدة وصايا ورحل وكانت آخر مره أراه فيها .
عمي تشاجر معه وقتله وجاء الى البيت محمول على الأعناق. وانا اشترطت أن أقوم بتغسيله وتعطيره آخر مرة ولأول مرة اتحول الى شيطان سأخذ بثأري ولن اتركه ينعم بساعة واحدة طوال حياتي .

لم أذرف دمعة واحدة عليه حتى أدفن جثة قاتله بجواره ولن اقبل عزاء من أحد فعزاءك في قلبي .
لم اقدر ع النوم الا امام قبره (كان في وسط البيت) كان عمي يطلب دائماً أن أتزوج من ابنه الكبير عامر حتى يمتلك الأراضي والبيت الذي يمتلكه ابو علي ، فوافقت على ذلك ودخلت بيته ووعدت نفسي أن أدمر هذا البيت واحوله الى رماد ، في أول يوم لي مع عامر
(شخص طيب يشبه ابي في بعض الصفات و كان يدرس في الجامعة) لم يطلب مني شيء . كان دائما يتحدث معي عن مدي حبه لأبي ولم يكن يعرف أن أبوه هو القاتل (قاتل ابي ) . طلب مني عامر أن اسافر معه إلى القاهرة بسبب عمله ودراسته .
وذهبت معه حتي افكر في الأمر واضع خطه لسحب نفس وسلب روح ذلك البيت
كان عامر يعاملني بموده ورحمه كأخت له . لم يتركني أبي لحظة كان دائماًأمام عيوني
وفي أحلامي ،  كان عامر كامل الحرص على إيجاد فرصة لسعادتي ولكن لم انسى لحظة أنه ابن قاتل أبي …

وضعت الخطط لانتقامي وطلبت من عامر الذهاب الى ابي ، لم يستوعب عامر كلامي فوضحت له أن أذهب لزيارة قبره فوافق وطلب مني البقاء يومين ليأخذ اجازه من عمله ولكنني لم أوافق (كنت أريد ذلك أي أن عامر لا يأتي معي ) وذهب وحجز لي كرسي ف القطار

ووصلت ولم اذهب لزيارة ابي ، ذهبت لتحضير عزاء ابي بعد ثلاث شهور من وفاته ، وذهبت الى البيت لأخذ بثأري ، ودخلت الى البيت لم أخذ بثأري من أبناءه وامراته بل وقفت بوسط البيت وناديت على عمي بأعلى صوت وطلبت منه الحضور معي الى نفس المكان الذي قتل فيه ابي ، وهناك أخذت بالسكين ووضعته ف قلبه الذي لم يرق ويحن على أخيه، ووضعت جثته على الحمار والقيت بها بجوار ابي كما وعدته

ولم آخذ فيه يوم واحد في السجن ، وبعدها ذهبت الى قبر أبي وودعته وبكيت حتى جفت الدموع من عيني
ورجعت الى عامر وطلبت منه الطلاق ولكنه رفض .

انتظرته حتي نام وخرجت من البيت ، كنت أجري بسرعة كبيرة حتى لا يلحق بي عامر . وشاء القدر أن أموت على اسفلت هذه المدينه المكتظه بالسكان
ودفنت بجوار حبيبي (ابو علي ).

#نداء محمد 

اترك رد

‫شاهد أيضًا‬

أيمن بكري يكتب أُسس التوافق و الخلاف الأسري

بقلم / أيمن بكري  تمعنت كثيراً في الحقب الزمنية المختلفة مقارناً بين سلوكيات العامة في الع…