✍️بقلم /أحمد حسن 

أنا محتاجةُُ جداً لميناء سلام مطلع كوبليه من أغنية كن صديقي للفنانة الرائعة ماجدة الرومي والتي تطلب من رجل أن يبقي صديقاً وتغير معايير الصداقة عند الرجال بالشرق الأوسط

فمن الممكن أن تكون تلك الصداقة على حد تعبيرها مابين رجل وامرأة دون الدخول في أي علاقة عاطفية فالصداقة لها معاني أكثر عمقاً من علاقات عاطفية ساذجة نهايتها غالباً لا تأتي بالشكل المرضي ولا جدوى منها في الوقت الحالي فقد أرهقتها تلك العلاقات وتحتاج إلى مجرد صديق.

فبناء العلاقات يشبه بناء تلك البنايات العملاقة ترتكز قوتها على تلك الأساسات بقواعدها في بداية بنائها فكلما كانت الأساسات على بناء سليم َقوي كلما زاد عمرها واذدادت قوتها و َصلابتها فتصبح تلك العلاقات أشبه بعمارات القاهرة القديمة بشوارعها العتيقة

والتي كلما زاد عمرها اذادت جمالاً واناقة كملكة متوجة مابين بنايات معتادة بُنيت من أجل حل أزمة السكان ولاستيعاب كتلة سكانية مليئة بمشكلات تنظيم النسل اَو تحديده أو حتى منعه من الأساس فلا جدوى من النظر لها فهناك فرق مابين عمل صُنع في عصر الأصالة وعصر أسرع من الصوت لا تستطيع رؤيته ولا سماع ما به سوى الضجيج واصوات عشوائية الأسواق ونباح مزعج.

تلك هي العلاقات عندما نبدئها ولا أقصد هنا تلك العلاقات العامة أو العابرة فهناك من الأرواح ما يتقابل منها يأتلف عندما تجد من يفهمك من مجرد نظرة أو يسمعك عندما تحتاج إلى ذلك وقد يلبي ندائك بمجرد التفكير به تجده أمامك ويسمعك ويشارك أفكارك لا تجمعكم المصلحة ولا تريد منه سوى الألفة ( الونس).

عندما تجد تلك الحالة نعم هي حالة لا تبحث عنها فإنها هبه من الله أشبه بالكنوز التي توجد في أعماق البحار أو في سابع أرض إكتشافه يكون بمجرد صدفه بحتة وقد لا تجده أيضاً وان وجدته فلا داعي للقلق بأن يذهب ويرحل كما جاء أيضاً فتلك الحياة وسننها

ولكن هنا وددت أن نضع بعض الأسس الثابتة لكي تحافظ بقدر الإمكان على تلك العلاقة التي قد تغير أسلوب حياتك اَو حتى( مود) بمجرد اللقاء فنحن في حاجة غالباً إلى طبيب نفسي في كثير من الأوقات ولاننا مجتمع يرفض تلك المهنة ولا يذهب إلى هذا الطبيب إلا من تأخرت حالته فتلك العلاقات أشبه بذلك الطبيب النفسي والداعم لك.

حدثني أحد الكبار يوماً عندما وجدني أهتم بالأصدقاء واقضي معهم أكثر الأوقات ؛ أن جميع الصداقات زائلة وسوف تبقي وحيداً في النهاية مهما كبر عددهم فالنهاية محتومة و كالمعتاد في سن المراهقة من الطبيعي أن لا أبالي لتلك الأحاديث كونها تكون عكس الحقيقة في هذا الوقت حيث لا تستوعب إشارات العقل تلك الكلمات في ظل كثرة الأصدقاء ولكني وقفت قليلاً وانتابني بعض الخوف وكأنه أعطاني صدمات كهربائية للإفاقة ولكني في النهاية لم أبالي ولكن كلماته مازالت تصر على إثبات مقولته يوماً تلو الآخر.

وحديثنا أيضاً هنا عن علاقات قد تجدها في صداقة قديمة فرضت عليك بقرابة بجيرة أو دراسة أو غيرها وهناك علاقات جديدة صادفة تأتي بغير موعد أو استأذان.

فاليك بعض النصائح التي تساعدك علي الحفاظ على ما تبقى من تلك العلاقات الصادقة التي تعتبر بمثابة متنفس لنا فعندنا لا نجد من يفهم ويسمع ويعي ما نقوله بدون ملل

🔸️حاول أن تدرس او اذا صح التعبير أن تلاحظ سلبيات الطرف الآخر قبل إيجابياته وتذكر دائماً أننا لا نملك الكمال فلكل منا ذلاته ونواقصه تلك أولى الأساسات فنحن نتقبل دائماً طباع أطفالنا بإختلاف أعمارهم وميولهم ولا نسطيع كره أحدهم ولو كان عاقاً.

🔸️أعذر كثيراً فكثير من العلاقات القوية ضعفت وتشتت بسبب عدم التماس الأعذار ولكن ليس لحد التهاون أو الضعف.

🔸️دع قاعدة المعاملة بالمثل وتحلي بالإيثار.

🔸️إستمع جيداً وكن منصت واعطي النصائح بقدر الإمكان ولا تنتقد دائماً الطرف الاخر فيأبي أن يتحدث مرة أخرى.

🔸️لا تزعجك قلة اللقاءات بينكم ولا قلة الحديث أيضاً فربما جلسة من غير موعد منسق بينكم تكون أفضل من لقاءات عديدة.

🔸️وفي النهاية الدعوات في ظهر الغيب من أكثر العلامات التي تدل على الإخلاص والمحبة في الله بدون أي مصالح مشتركة أبقى وافيد وافضل.

‫شاهد أيضًا‬

أيمن بكري يكتب أُسس التوافق و الخلاف الأسري

بقلم / أيمن بكري  تمعنت كثيراً في الحقب الزمنية المختلفة مقارناً بين سلوكيات العامة في الع…